للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرسل إليه، فردَّت إليه حديقتَه، وفَرَّقَ بينهما، فكان ذلك أوّلَ خَلْعٍ كان في الإسلام (١).

(٢٤٣٨) الحديث السادس: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا سعيد ابن عُبيد عن بُشير بن يسار - زعم أن رجلًا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره:

أنّ نفرًا من قومِه انطلقوا إلى خيبرَ فتفرَّقوا فيها، ووجدوا أحدَهم قتيلًا، وقالوا للذينَ وُجِدَ فيهم: قَتَلْتُم صاحبَنا. قالوا: ما قتلْنا ولا عَلمْنا قاتلًا. فانطَلَقوا إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا رسول اللَّه، انطلقْنا إلى خيبرَ فوجدْنا أحدَنا قتَيلًا (٢)، فقال لهم: "تأتون بالبيّنة على من قَتَلَه". قالوا: ما لنا بيّنة. قال: "فيَحْلِفون" قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود. فكَرِهَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُبْطِلَ دمَه، فوداه مائةً من إبل الصدقة (٣).

* طريق آخر:

حدّثنا مسلم قال: حدّثنا قُتيبة قال: حدّثنا ليث عن يحيى بن سعيد عن بُشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال:

خرج عبد اللَّه بن سهل ومُحَيِّصة بن مسعود (٤) حتى إذا كانا. بخيبر تفرّقا في بعض ما هنالك، ثم إذا مُحَيِّصة يجدُ عبد اللَّه بن سهل قتيلًا، فدفنَه، ثم أقبل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو وحُوَيِّصة بن مسعود وعبد الرحمن بن سهل - وكان أصغرَ القوم، فذهب عبد الرحمن ليتكلّم قبلَ صاحبه، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كبِّر" فصَمَتَ، وتكلَّم صاحباه وتكلَّم معهما. فذكروا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مَقْتَل عبد اللَّه بن سهل، فقال لهم: "أَتَحْلِفون خمسين يمينًا فتستحقّون صاحبَكم -أو قاتلكم-؟ " قالوا: وكيف نحلِفُ ولم نشهد؟ قال: "فتُبَرِّئُكم


(١) المسند ٤/ ٣، والكبير ٦/ ١٠٣ (٥٦٣٧). وفي سنن ابن ماجة ١/ ٦٦٣ (٢٠٥٧) عن طريق حجّاج عن عمرو. . والروايتان: حجّاج عن عمرو، وحجّاج عن محمد بن سليمان، مدارهما على الحجّاج بن أرطاة، قال الهيثمي: وهو مدلّس. المجمع ٥/ ٧. ونقل البوصيري تعليقًا على حديث ابن ماجة: في إسناده حجّاج، مدلّس، وقد عنعنه، وضعّفه الألباني. والحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس ٩/ ٣٩٥ (٥٢٧٣ - ٥٢٧٧). وينظر في اسم المرأة. ما نقله ابن حجر في الفتح ٩/ ٣٩٨ وما بعدها.
(٢) في البخاري: "فقال لهم: الكُبْرَ الكُبْرَ" أي ليتكلّم الأكبر.
(٣) البخاري ١٢/ ٢٢٩ (٦٨٩٨). وله روايات - ينظر ٥/ ٣٠٥ (٢٧٠٢).
ووداه: أعطى ديته.
(٤) في مسلم أنهما: "عبد اللَّه بن سهيل بن زيد، ومحيّصة بن مسعود بن زيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>