للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثم مرّ بنا يومًا آخر، فقال له أبو الدرداء: أكلمةً تنفعُنا ولا تضرُّك. فقال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نِعْمَ الرجلُ خُرَيمٌ الأَسديّ، لولا طول جُمّتِه وإسبالُ إزاره" فبلغ ذلك خُريمًا، فجعل يأخُذ شفرةً فيقطَعُ بها شعَرَه إلى أنصاف أذنيه، ويرفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال: فأخبرني أبي قال: دخلْتُ بعد ذلك على معاوية فإذا عنده شيخ جُمَّتُه فوق رأسه، ورداؤُه إلى ساقيه، فسألت عنه، فقالوا: هذا خُرَيم الأسدي.

قال: ثم مرّ بنا يومًا آخر ونحن عند أبي الدرداء، فقال له: أكلمةً تنفعُنا ولا تضرُّك. قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّكم قادمون على إخوانكم، فأَصْلِحوا رحالَكم وأَصْلِحوا لباسكم، فإن اللَّه عزّ وجلّ لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّش" (١).

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا هشام فذكر نحوه، وقال في آخره: "كُنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إنّكم قادِمون على إخوانكم، فأَصلحوا رِحالَكم ولباسَكم حتى تكونوا في النّاس كأنّكم شامة، فإن اللَّه عزّ وجلّ لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّش" (٢).

(٢٤٤٠) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مَهدي قال: حدّثنا معاوية -يعني ابن صالح- عن سليمان أبي الربيع عن القاسم مولى معاوية قال:

دخلتُ مسجد دمشق، فرأيت أناسًا مجتمعين وشيخٌ يُحَدِّثهم، قلت: من هذا؟ قالوا: سهل بن الحنظلية. فسمعتُه يقول:

سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أكلَ لحمًا فليتوضّأ" (٣).

(٢٤٤١) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدّثني ربيعة بن يزيد قال: حدّثني أبو كبشة السَّلولي أنّه سمع سهل بن الحَنْظَلِية يقول:


(١) المسند ٤/ ١٧٩، وأبو داود ٤/ ٧٥ (٤٠٨٩)، ومن طريق هشام بن سعد في المعجم الكبير ٦/ ٩٤ (٥٦١٦). وقد ضعّفه الألباني في ضعيف أبي داود، وتحدّث في الإرواء ٧/ ٢٠٨ (٢١٣٣) عن طرقه ورواياته.
(٢) المسند ٤/ ١٨٠ وهو كسابقه، ولا يختلف إلا في شيخ أحمد.
(٣) المسند ٤/ ١٨٠، والمعجم الكبير ٦/ ٩٨ (٥٦٢٢). قال الهيثمي ١/ ٢٥٣: وسليمان لم أر من ترجمه، والقاسم مختلف في الاحتجاج به. ينظر تعليق محقّق المعجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>