للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربِّه قال: حدّثنا بقيّة قال: حدّثني بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن أبي قُتيلة عن ابن حَوالة قال:

قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سيصيرُ الأمرُ إلى أن تَصيروا جُنودًا مُجَنَّدة: جُند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق" فقال ابن حَواله: خِرْ لي يا رسول اللَّه إنّ أدركْتُ ذلك. قال: "عليك بالشام. فإنّه خِيرةُ اللَّه من أرضه، يَجْتَبي إليه خيرتَه من عباده، فإن أَبَيْتُم فعليكم بَيَمَنِكم، فإنّ اللَّه تَوَكّلَ بالشام وأهله" (١).

(٢٧٩٩) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا معاوية عن ضَمرة بن حبيب أن ابن زُغْب الإيادي حدّثه قال: نزل عليَّ عبد اللَّه بن حَوالة الأزدي، فقال لي وإنّه لنازلٌ عليّ في بيتي:

بعثَنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حولَ المدينة على أقدامنا لِنَغْنَمَ، فرجعْنا فلم نَغْنَمْ شيئًا، وعَرَفَ الجَهْدَ في وجوهنا، فقام فينا فقال: "اللهمَ لا تكِلْهُم إليّ فأضْعُفَ، ولا تَكِلْهُم إلى أنفُسِهم فيعجِزوا عنها، ولا تَكِلْهُم إلى النّاس فيستأثروا عليهم". ثم قال: "لتُفْتَحَنَّ لكم الشامُ والرومُ وفارس - أو الروم وفارس، حتى يكونَ لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم، حتى يُعْطَى أحدُهم مائةَ دينار فيَسْخَطَها" ثم وضعَ يدَه على رأسي -أو على هامتي- فقال: "يا ابن حوالة، إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتْ بالأرض المُقَدَّسة فقد دَنَت الزلازلُ والبلايا والأمورُ العظام، والساعةُ يومئذٍ أقربُ إلى النّاس من يدي هذه إلى رأسك" (٢).

* * * *


(١) المسند ٤/ ١١٠، من طريق حيوة بن شريج ويزيد بن عبد ربه عن بقيّة. . ومن طريق حيوة أخرجه أبو داود ٣/ ٤ (٢٤٨٣)، وصحّحه الألباني. والحديث في مجمع الزوائد ٧/ ٢٢٨، ٩/ ٩١، وحكم على رجاله بأنهم رجال الصحيح. وينظر إتحاف المهرة ١٠/ ١١٢، ١١٣.
(٢) المسند ٥/ ٢٨٨، وأخرجه الحاكم ٤/ ٤٢٥ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعبد اللَّه بن زغب الإيادي معروف في تابعي أهل مصر. ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو داود من طريق معاوية بن صالح ٣/ ١٩ (٢٥٣٥)، وصحّحه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>