للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إني أُسْرِيَ بيّ الليلة" قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" قال: ثم أصْبَحْتَ بين ظهرانَينا! قال: "نعم". قال: فلم يُرِه أنّه يُكَذِّبُه، مخافةَ أن يَجْحَدَه الحديثَ إن دعا قومَه إليه، قال: أرأيتَ إنّ دعوتُ قومَك إليك، أَتُحَدِّثُهم ما حَدَّثْتَني؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نعم" فقال: هَيا مَعْشَرَ بني كعب بن لُؤي حتى قال: فانْتَفَت إليه المجالسُ، وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدِّثْ قومَك بما حدَّثْتَني. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني أُسْرِيَ بي الليلة". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس" قالوا: ثم أصبحَت بين ظهرانَينا! قال: "نعم". قال: فمن بين مُصَفِّقٍ، ومن بين واضعٍ يدَه على رأسه مُتَعَجِّبًا للكذب يزعم. قالوا: وتستطيع أن تنعتَ لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فذهبت أنعت، فما زِلت أنعتُ حتى التبسَ عليّ بعضُ النَّعت". قال: "فجيء بالمسجد وأنا أنظُر حتى وُضعَ دون دار عقيل -أو عِقال-، فنَعَتُّه وأنا انظر". قال: "وكان مع هذا نعتٌ لَمْ أحفظه" قال: فقال القوم: أما النعت فواللَّه لقد أصاب (١).

(٣٢٨٥) الحديث العشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي مِجْلَز قال:

سألتُ ابن عبّاس عن الوتر. فقال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ركعةٌ من آخر الليل" (٢).

(٣٢٨٦) الحديث الحادي والعشرون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُريج قال: قال عطاء الخراساني عن ابن عبّاس:

إنّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أتاه رجل فقال: إنّ عليَّ بَدَنةً، وأنا مُوسِرٌ لها ولا أَجدُها فأشتريها. فأمره النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يبتاعَ سبعَ شِياهٍ فيذبحهُنَّ (٣).


(١) المسند ٥/ ٢٨ (٢٨١٩)، وإسناده صحيح. وهو في المختارة ١٠/ ٣٩ - ٤٢ (٣٤ - ٣٧)، وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٦٩: رجال أحمد رجال الصحيح. وصحّح السيوطي إسناده في الدّرّ المنثور ٥/ ٢٢٢، وينظر تخريج محقّقي المسند، وذكر شواهده الصحيحة.
(٢) المسند ٥/ ٣٨ (٢٨٣٦). وبالإسناد نفسه في مسلم ١/ ٥١٨ (٧٥٣)، وإن أخلّ الكتاب بالتنبيه على ذلك.
(٣) المسند ٥/ ٤٠ (٢٨٣٩). ومن طريق ابن جريج في ابن ماجة ٢/ ١٠٤٨ (٣١٣٦)، ومسند أبي يعلى ٥/ ٥ (٢٦١٣). وفي الزوائد: رجال الإسناد رجال الصحيح، إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عبّاس. . . وابن جريج مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وقال يحيى بن سعيد القطّان: ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف، إنما هو كتاب دوّنه إليه. وقد ضعفه الألباني - الإرواء ٤/ ٢٥٥ (١٠٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>