للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يوشِكُ أن يُغَرْبَلَ الناسُ غربلةً، وتبقى حُثالةٌ من النّاس قد مَرِجَتْ عهودُهم وأماناتهم، وكانوا هكذا" وشبّك بين أصابعه. قالوا: فكيف نصنعُ يا رسول اللَّه إذا كان ذلك؟ قال: "تأخذون ما تعرفون، وتَذَرون ما تُنكرون، وتُقبلون على خاصّتكم، وتَدَعون عامّتكم" (١).

(٣٦٧٢) الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدّثني عمرو بن مُرّة قال: سمعتُ رجلًا في بيت أبي عبيدة أنّه سمع عبد اللَّه ابن عمرو يحدّث عن ابن عمر:

أنّه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "مَنْ سَمَّعَ النّاسَ بعمله سَمَّعَ اللَّهُ به سامعَ خَلقه، وصغَّرَه وحقَّرَه" قال: فذرَفت عينا عبد اللَّه (٢).

(٣٦٧٣) الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني أبو الزُّبير المكّي عن أبي العباس مولى بني الدِّيل عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

ذُكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجالٌ يَنْصَبون في العبادة من أصحابه نَصَبًا شديدًا، قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تلك ضَراوة الإسلام وشِرَّتُه، ولكلِّ ضَراوة شِرّة، ولكلّ شِرّة فَتْرة، فمن كانت فَترتُه إلى الكتاب والسّنة فِلأَمِّ ما هو، ومن كانت فترته إلى معاصي اللَّه فذلك الهالك" (٣).

(٣٦٧٤) الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثني يحيى عن هشام - أملاه علينا قال: حدّثني أبي قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو من فيه إلى فيّ يقول:


(١) المسند ١١/ ٦٣٤ (٧٠٦٣)، ورجاله رجال الشيخين عدا عمارة، روى له ابن ماجة وأبو داود، وهو ثقة. وبهذا الإسناد صحّح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ٤/ ٤٣٥. ومن طريق أبي حازم سلمة بن دينار أخرجه ابن ماجة ٢/ ١٣٠٧ (٣٩٥٧)، وأبو داود ٤/ ١٢٣ (٤٣٤٢). وصحّحه الألباني -الصحيحة- ١/ ٤١٤ (٢٠٥).
(٢) المسند ١١/ ٥٦ (٦٥٠٩). وفيه مبهم. قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٢٢٥: وسمّى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح. وقد أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/ ٥١٤ (٤٩٨١) من طريق عمرو بن مرّة عن خيثمة عن عبد اللَّه بن عمرو. وصحّح محقّقو المسند إسناد الحديث، وذكروا شواهد عديدة له من الصحيحين وغيرهما.
(٣) المسند ١١/ ٩٩ (٦٥٤٠). قال الهيثمي ٢/ ٢٦٢: رجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحق: حدّثني أبو الزّبير. . . فذهب التدليس. وقد حسّن محقّقو المسند إسناده، وصحّحوه لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>