للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٩٥٣) الحديث الخامس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن سعيد بن جُبير عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عن أبي موسى قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أحَدَ أصبرُ على أذًى يسمَعُه من اللَّه عزّ وجلّ، يُشْرَكُ به، ويُجْعَلُ له ولدٌ، وهو يُعافيهم، ويدفعُ عنهم، ويرزقهم".

أخرجاه في الصحيحين (١).

(٣٩٥٤) الحديث السادس والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا هشام قال: حدّثنا قتادة عن يونس بن جُبير عن حِطّان بن عبد اللَّه الرَّقاشي:

أن الأشعريّ صلّى بأصحابه صلاة، فقال رجلٌ من القوم حين جلس في صلاته: أُقِرَّت الصلاة بالبِرِّ والزّكاة. فلفا قضى الأشعريُّ صلاته أقبل على القوم فقال: أيُّكم القائل كلمة كذا وكذا؟ . فأرمَّ القومُ (٢). فقال: لعلّك يا حِطّانُ قُلْتَها؟ قال: واللَّه إن (٣) قُلتُها، ولقد رَهِبْتُ أن تَبْكَعَني بها. فقال رجلٌ من القوم: أنا قُلتُها، وما أردْتُ بها إلّا الخير. فقال الأشعريّ: ألا تعلمون ما تقولون في صلاتكم؟ فإنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطَبَنا فعلَّمَنا سُنّتَنا، وبَيَّنَ لنا صلاتنا.

فقال: "أقيموا صفوفكم، ثم ليؤمَّكُم أقرؤُكم. فإذا كَبَّرَ فكبِّروا وإذا قالَ {وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، يُجِبكم اللَّهُ. فإذا كَبَّرَ الإمامُ وركعَ فكبِّروا واركعوا، فإن الإمام يركعُ قبلكم ويرفَعُ قبلكم" قال نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فتلك بتلك. فإذا قال: سمع اللَّه لمن حَمِدَه فقولوا: اللهمَّ ربَّنا لك الحمد، يسمع اللَّهُ لكم، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ قال على لسان نبيّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: سَمِعَ اللَّهُ لمن حَمِده. وإذا كبَّرَ الإمامُ وسجد فكبِّروا واسجُدوا، فإن الإمام يسجُدُ قبلَكم، ويرفع قبلَكَم" قال نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فتلك بتلك. فإذا كان عند القَعدة فليكن من أوّل قول أحدكم: التحيّات والطيّبات الصلوات للَّه، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة اللَّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين. أشهدُ أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمدًا عبدُه ورسولُه".

انفرد بإخراجه مسلم (٤).


(١) المسند ٤/ ٤٠٥، ومسلم ٤/ ٢١٦٠ (٢٨٠٤)، ومن طريق الأعمش في البخاري ١٣/ ٣٦٠ (٧٣٧٨).
(٢) أرمّ: سكت.
(٣) إن بمعنى ما.
(٤) المسند ٤/ ٤٠٩، ومسلم ١/ ٣٠٣ - ٣٠٥ (٤٠٤) من طرق عن هشام وغيره عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>