للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدارُه خمسين ألف سنة مما تعُدّون، ثم يُرى سبيلَه إما إلى الجنّة وإما إلى النّار. وما من صاحب غنم لا يؤدّي حقَّها إلّا جاءت يومَ القيامة أوفرَ ما كانت، فيُبطحُ لها بقاع قَرْقَرٍ، فتنطحُه بقرونها، وتطؤه بأظلافِها، ليس فيها عَقْصاءُ ولا جَلْحاءُ، كلّما مضت أُخراها رُدَّت عليه أولاها، حتى يحكمَ اللَّهُ عزّ وجلّ بين عباده، في يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة ممّا تَعُدُّون، ثم يُرَى سبيلَه إما إلى الجنّة وإما إلى النّار. وما من صاحب إبل لا يؤدّي حقَّها إلّا جاءت يوم القيامة أوفرَ ما كانت، فيُبطحُ لها بقاع قَرْقَرٍ فتطؤه بأخفافها، كلّما مضت أُخراها رُدّت عليه أُولاها، حتى يحكمَ اللَّه بين عباده، في يوم كان مقدارُه خمسين ألف سنة ممّا تَعُدّون، ثم يُرى سبيلَه: إما إلى الجنّة وإما إلى النّار".

ثم سُئل عن الخيل فقال: "الخيلُ معقود في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة، وهي لرجل أجرٌ، ولرجل سِترٌ وجمال، وعلى رجل وِزرٌ. أما الذي هي له أجر، فرجلٌ يتّخذها يُعِدُّها في سبيل اللَّه، فما غيَّبَت في بطونها فهو له أجر، فإن مرّت بنهر فشربت منه فما غيَّبَتْ في بطونها فهو له أجر، وإن مرّت بمَرْج فما أكلت منه فهو له أجر، وإن استنَّت شَرَفًا فله بكلِّ خطوة تخطوها أجر، حتى ذكرَ أرواثَها وأبوالَها. وأما الذي هي له ستر وجمال فرجل يتَخذُها تكرُّمًا وتجمّلًا، ولا ينسى حقَّ بطونها وظهورها في عُسرها ويُسرها. وأما الذي هي عليه وِزر فرجل يتَّخِذُها بَذَخًا وأشَرًا ورياءً وبَطَرًا".

ثم سُئلِ عن الحُمُر فقال: "ما أنزلَ اللَّهُ عزّ وجلّ فيها شيئًا إلّا الآية الفاذّة الجامعة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧، ٨].

أخرجاه من قوله: "الخيل ثلاثة. . . " إلى آخره. وأخرج أوّله إلى هناك مسلم (١).

القاع القرقر: المستوي.

والظّلْف للبقر، والخُفّ للبعير، كالظُّفُر للإنسان.

والعَقصاء: الملتوية القرنَين. والجَلحاء: الجمّاء التي لا قرن لها.

والاستنان: أن يحضر (٢) الفرس وليس عليه الفارس، نشاطًا ومَرَحًا.


(١) المسند ١٣/ ٧ (٧٥٦٣). ومن طريق سهيل في مسلم ٢/ ٦٨٠ - ٦٨٣ (٩٨٧)، ومن طريق أبي صالح في البخاري ٥/ ٤٥ (٢٣٧١)، وسائر رجاله ثقات.
(٢) أي يجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>