للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عقبة: ثم لقيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فابتدأتُه، فأخذْتُ بيده فقلتُ: يا رسول اللَّه، أخْبِرْني بفواضل الأعمال. فقال: "يا عقبةُ، صِلْ من قَطَعَك، وأعْطِ مَن حَرَمَك، وأعْرِضْ عَمَّن ظَلَمَك" (١).

(٥٣٧٨) الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل -يعني ابن أبي خالد- عن عبد الرحمن بن عائذ -رجلٌ من أهل الشام- قال:

انطلق عقبةُ بن عامر الجُهَنِيّ إلى المسجد الأقصى ليُصَلّيَ فيه، فاتّبَعَه ناس، فقال: ما جاءَكم؟ قالوا: صُحْبَتُك رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحْبَبْنا أن نسيرَ معك ونُسَلِّمَ عليك. قال: انزلوا فصلُّوا. فنزلوا، فصلّى وصلَّوا معه. فقال حين سلّم:

سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "ليس من عبدٍ يلقى اللَّهَ عزّ وجلّ لا يُشْرِكُ به شيئًا لم يَتَنَدَّ (٢) بدمٍ حرام إلّا دخلَ من أيّ أبواب الجنّة شاء" (٣).

(٥٣٧٩) الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج بن محمد وهاشم قالا: حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج يومًا فصلّى على أهل أُحد كصلاته على الميّت، ثم انصرف إلى المِنبر فقال: "إنّي فَرَطٌ لكم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني واللَّهِ لأنْظُرُ إلى حوضي الآن.


(١) المسند ٤/ ١٤٨. وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف.
ورُوي الحديث مفرقًا في مصادر عديدة: فقد روى الإمام مسلم فضل المعوّذتين عن عقبة ١/ ٥٥٨ (٨١٤). وروى الترمذي منه جزءًا من طريق علي بن يزيد ٤/ ٥٢٣ (٢٤٠٦) وقال: حسن. وأبو داود ٢/ ٧٣ (١٤٦٢، ١٤٦٣)، وينظر ابن خزيمة ١/ ٢٦٦، ٢٦٨ (٥٣٤، ٥٣٥)، والمجمع ٧/ ١٥١، ٨/ ١٩١، والصحيحة ٢/ ٥٥٢ (٨٩١).
(٢) يتندّى، من الندى: أي يصيب.
(٣) المسند ٤/ ١٤٨. وأخرجه ٤/ ١٥٢ من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد مقتصرًا على المرفوع. ومن طريق وكيع أخرجه ابن ماجة ٢/ ٨٧٣ (٢٦١٨)، وقال الذهبي: صحيح. قال البوصيري: إسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن عائذ الأزدي سمع من عقبة بن عامر، فقد قيل: إن روايته عنه مرسلة. وقد ردّ الشيخ الألباني قول البوصيري هذا، وصحّح سماع عبد الرحمن بن عائذ من عقبة، وصحّح الحديث - الصحيحة ٦/ ١٠٢٠ (٢٩٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>