للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* طريق لبعضه:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنّه قال لعمر:

سمعتُ النّاس يقولون مقالةً فآلَيْتُ أن أقولَها لك: زعموا أنّك غيرُ مُسْتَخْلِف. فوضع رأسَه ساعةً ثم رفعه فقال: إنّ اللَّه عزّ وجلّ يحفَظُ دينه، وإني إلّا أستخلِفْ فإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يستخلِفْ، وإن أستَخلِفْ فإن أبا بكر قد استخلفَ. قال: فواللَّه ما هو إلّا أن ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبا بكر، فعلِمْتُ أنّه لم يكن يعدلُ برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحدًا، وأنّه غير مُسْتَخْلِفْ.

أخرجاه في الصحيحين (١).

(٥٦٩١) الحديث السابع: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا محمد ابن يحيى أبو غسّان قال: أخبرنا عن مالك عن نافع عنه:

لما فَدَعَ أهلُ خيبرَ عبدَ اللَّه بن عمر، قام خطيبًا، فقال:

إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان عاملَ يهودَ خيبرَ على أموالهم، وقال: "نُقِرُّكم ما أَقرَّكم اللَّه". وإن عبد اللَّه بن عمر خرج إلى ماله هناك فعُدِي عليه من الليل ففُدِعَتْ يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدوٌّ غيرُهم، هم عدوُّنا وتُهْمَتُنا، وقد رأيْنا إجلاءهم. فلمّا أجمع عمر على ذلك أتاه أحَدُ بني أبي الحُقيق فقال: يا أمير المؤمنين، أتُخْرِجُنا وقد أقرَّنا محمد، وعاملَنا على الأموال، وشرط لنا ذلك! فقال عمر: أَظَنَنْتَ أني نَسِيتُ قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كيف بك إذا أُخْرِجْتَ من خيبرَ تعدو بك قَلوصُك ليلةً بعدَ ليلة؟ " فقال: كانت هذه هُزَيلةً من أبي القاسم. قال: كَذَبْتَ يا عدوَّ اللَّه. فأجلاهم عمرُ، وأعطاهم قيمةَ ما كان لهم من الثمر مالًا وإبلًا وعُروضًا من أقتاب وحبال وغير ذلك.

انفرد بإخراجه البخاري (٢).


(١) المسند ١/ ٤١٥ (٢٣٢)، ومسلم ٣/ ١٤٥٥ (١٨٢٣). وهو في البخاري بمعناه من طريق آخر ١٣/ ٢٠٥ (٧٢١٨).
(٢) البخاري ٥/ ٣٢٧ (٢٧٣٠). وبمعناه في المسند ١/ ٢٥١ (٩٠) من طريق نافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>