للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ادْنُ منّي" قال: فمسَح بيده على رأسه ولحيته، ثم قال: "اللهمّ جَمِّلْه وأَدِمْ جَمالَه". قال: فلقد بلغ بضعًا ومائة سنة وما في رأسه ولحيته بياض إلا نَبْذ يسير، ولقد كان منبسطَ الوجه، ولم ينقبض وجهُه حتى مات (١).

(٥٨٦٤) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا خالد عن أبي قِلابة عن عمرو بن بُجدان عن أبي زيد الأنصاريّ قال:

مرّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أظهر ديارنا، فوجدَ قُتارًا (٢)، فقال: "من هذا الذي ذَبَحَ؟ " قال: فخرج إليه رجلٌ منّا، فقال: يا رسول اللَّه، كان هذا يومًا الطعامُ فيه كريه، فذبَحْتُ لآكُلَ وأُطْعِمَ جيراني. قال: "فأعِدْ". قال: لا والذي لا إله إلا هو، ما عندي إلا جَذَعٌ من الضَّأن، أو حَمَل. قالها ثلاث مرّات. قال: "فاذْبَحْها، ولا تُجْزِىءُ جَذَعةٌ عن أَحدٍ بعدك" (٣).

(٥٨٦٥) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عاصم قال: حدّثنا عَزْرة بن ثابت قال: حدّثنا عِلباء بن أحمر اليشكُريّ قال: حدّثنا أبو زيد الأنصاري قال:

صلّى بنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الصبح، ثم صَعِد المِنبرَ، فخطَبنا حتى حضرتِ الظهرُ، ثم نزلَ فصلّى الظهرَ، ثم صَعِد المِنبرَ، فخطَبَنا حتى حَضرتِ العصرُ، ثم نزل فصلّى العصرَ، ثم صعِدَ المِنبرَ، فخطبَنا حتى غابتِ الشمسُ، فحَدَّثْنا بما كان وما هو كائن، فأعلَمُنا أحفَظُنا.

انفرد بإخراجه مسلم (٤).


(١) المسند ٥/ ٧٧ وإسناده صحيح. ومن طريق عزرة أخرجه الطبراني ١٧/ ٢٧ (٤٥)، وأبو يعلى باختصار ١٢/ ٢٤٠ (٦٨٤٧).
(٢) القُتار: ريح الطعام.
(٣) المسند ٥/ ٧٧. والطبراني ١٧/ ٢٩ (٥٢). ومن طريق خالد الحذَّاء عن أبي قلابة أخرجه ابن ماجة ٢/ ١٠٥٣ (٣١٥٤). ورجاله ثقات غير عمرو بن بجدان، قال عنه ابن حجر: تفرّد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله - التقريب ١/ ٤٣٦. ولكن الحديث صحيح، عن جندب والبراء - الجمع ١/ ٣٨٩، ٥١٧ (٦٢٨، ٨٤٥).
(٤) المسند ٥/ ٣٤١، ومسلم ٤/ ٢١٧٧ (٢٨٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>