للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مكثَ في مدينته (١) التي وُلد بها". فقال معاذ؟ يا رسول اللَّه، أفأُخبر النّاس؟ . قال: "ذَرِ النَّاسَ يا معاذ، في الجنّة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين مائة سنة، والفِرْدَوس أعلى الجنّة وأوسطها، ومنها تَفَجَّرُ أنهارُ الجنّة، فإذا سألتُم اللَّهَ فاسألوه الفِرْدَوس" (٢).

(٦٢٦٦) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن عمرو بن أبي حكيم عن عبد اللَّه بن بُريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدِّيلي قال:

كان معاذ في اليمن، فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاه مسلمًا. فقال معاذ:

إنّي سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إنّ الإسلام يزيدُ ولا ينقصُ" فورّثه (٣).

(٦٢٦٧) الحديث التاسع: وبه، حدّثنا شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص عن معاذ:

أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين بعثه إلى اليمن، قال: "كيف تصنعُ إنّ عرض لك قضاء؟ " قال: أقضي بما في كتاب اللَّه عزّ وجلّ. قال: "فإن لم يكن في كتاب اللَّه؟ " قال: فسُنَّةُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: "فإن لم يكن في سُنّة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ " قال: أجتهدُ رأيي لا آلو. قال: فضرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صدري ثم قال: "الحمدُ للَّه الذي وَفَّقَ رسولَ رسولِ اللَّه لما يُرضي رسولَ اللَّه" (٤).


(١) في المسند: "بأرضه".
(٢) المسند ٥/ ٢٤٠. ومن طريق عبد العزيز أخرجه الترمذي ٤/ ٥٨٢ (٢٥٣٠)، والطبراني ٢٠/ ١٥٨ (٣٢٨). قال الترمذي: وعطاء لم يدرك معاذًا. وعزا الهيثمي الحديث للبزّار - المجمع ١/ ٥٢ وقال: وهو من رواية عطاء بن يسار عن معاذ، ولم يسمع منه. ولكنّ الألباني صحّح الحديث، وتحدّث عن رواياته - الصحيحة ٢/ ٥٩٠ - ٥٩٢ (٩٢١ - ٩٢٢). وتحدّث عنه ابن حجر في الفتح ٦/ ١٢ وهو يشرح حديث أبي هريرة - بمعناه.
(٣) المسند ٥/ ٢٣٠، والسُّنّة لابن أبي عاصم ٢/ ٦٥٨ (٩٨٧)، ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود ٣/ ١٢٦ (٢٩١٢)، والطبراني ٢٠/ ١٦٢ (٣٣٨) وضعّف الألباني والمحققون إسناده، لأن أبا الأسود لم يسمع من معاذ، ومع ذلك صحّح الحاكم إسناده ٤/ ٣٤٥، ووافقه الذهبي.
(٤) المسند ٥/ ٢٣٠، والترمذي ٣/ ٦١٦ (١٣٢٨) وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتّصل. ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود ٣/ ٣٠٣ (٣٥٩٣).
وهذا الحديث مشهور متداول، مما يحمل على الاعتقاد بصحّته، وقد ضعّفه الألباني. وتحدّث عنه حديثًا طويلًا جدًّا في السلسلة الضعيفة ٢/ ٢٧٣ - ٢٨٦ (٨٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>