للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد شَدَدْتُها كما كُنْتُ أشُدُّها، ولكن أرخاها من قد كان نَفِسَ عليّ مكاني منك لِتَستبدل بي غيري، فقال: "أما إنّي غيرُ فاعل".

قال: فلمّا نحرَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هَديَه بمِنى، أمرَني أن أحلِقَه. قال: فأخذتُ المُوسَى فقُمتُ على رأسه. قال: فنظر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في وجهي، قال لي: "يا مَعْمَر، أمكَنَكَ رسولُ اللَّه من شحمة أذنه وفي يدك الموسى". قال: فقلت: أما واللَّه يا رسول اللَّه، إنّ ذلك لمن نِعمةِ اللَّه عليّ ومَنِّه. قال: فقال: "إذًا أقِرَّ لك". قال: ثم حَلَقْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).

النِّسعة: سير مضفور يكون في الرَّحل.

(٦٣٤٠) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا ابن لهيعة قال: حدّثنا أبو النَّضر أن بسر بن سعيد حدّثه عن معمر بن عبد اللَّه:

أنّه أرسل غلامًا له بصاع قمح، فقال له: بِعه ثم اشتَرِ به شعيرًا، فذهب الغلام فأخذ صاعًا وزيادة بعض صاع، فلما جاء معمر أخبره بذلك، فقال له معمر: أَفَعَلْتَ؟ انطلق فرُدَّه، ولا تأخذ إلّا مِثلًا بمثل، فإني كنتُ أسمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الطعامُ بالطعام مِثلًا بمثل" وكان طعامنا يومئذٍ الشعير. قيل: فإنّه ليس مثله. قال: إني أخاف أن يُضارِع.

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

ومعنى يضارع: يشابه.

* * * *


(١) المسند ٦/ ٤٠٠. ومن طريق ابن إسحق أخرجه الطبراني في الكبير ٢٠/ ٤٤٧ (١٠٩٦) وابن إسحق صرّح بالتحديث. قال الهيثمي ٣/ ٢٦٤ بعد عزوه الحديث لهما: فيه عبد الرحمن بن عقبة مولى معمر، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يُوَثّق ولم يُجَرّح. وقد جهله الحسيني، وقال عنه ابن حجر: معروف - التعجيل ٢٥٤.
(٢) المسند ٦/ ٤٠٠ وفي إسناده ابن لهيعة. وأخرجه بعده عن هارون بن معروف عن عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي النضر سالم بن أبي أمية عن سعيد به. ومن طريق هارون أخرجه مسلم ٤/ ١٢١٣ (١٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>