للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَطَبَنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ألا وإنّه لم يكن نبيّ قبلي إلا وقد حَذَّرَ الدّجّال أمَّتَه، هو أعورُ عينُه اليسرى، بعينه اليمنى ظَفَرةٌ غليظة، مكتوب بين عينَيه كافر، يخرُجُ، معه واديان، أحدهما جنّة والآخر نار، فنارُه جنّة، وجنَّتُه نار، معه مَلَكان من الملائكة يُشبهان نبيَّين من الأنبياء، ولو شِئْتُ سمَّيْتُهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنة، فيقولُ الدّجّالُ: ألَسْتُ بربّكم؟ ألستُ أُحيي وأُميت؟ فيقول له أحدُ الملكين: كَذَبْتَ، ما يَسْمَعُهُ أحدٌ من النّاس إلا صاحبُه. فيقول له: صَدَقْتَ، فيسمعُه النّاس، فيظنّون أنّما يُصدّق الدّجّال، وذلك فتنة. ثم يسير حتى يأتيَ المدينةَ، فلا يُؤْذَنُ له فيها، فيقول: هذه قرية ذاك الرّجلِ، حتى يأتيَ الشامَ فيُهلِكَه اللَّهُ عزّ وجلّ، عند عَقَبَة أفيق" (١).

حشرج ضعيف لا يُحْتَجّ بحديثه. وقال أبو هاشم الرازي: لا يُحْتَجّ بسعيد بن جُمهان (٢).

(٦٤٦٨) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو رَيحانة عن سفينة قال:

كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يغتسل بالصّاع، ويتَطَهَّرُ بالمُدّ.

انفرد بإخراجه مسلم (٣).


(١) المسند ٥/ ٢٢١. وقد جعل ابن كثير في الجامع هذا الحديث مما تفرّد به المسند ٥/ ٣٦ (٣٥٤١). وحشرج -كما سبق- لا يقبل تفرّده.
وبعض فقر الحديث: تحذير الأنبياء أُمَمَهم الدّجّال، وصفاته، والواديان معه، ومنعه من دخول المدينة، لها شواهد صحيحه. وسائر فقره كالملكين، وهلاكه عند عقبة أفيق، من المفردات التي لا تقبل من حشرج.
(٢) ينظر في حشرج: موسوعة أقوال الإمام أحمد ١/ ٢٧٣، وتهذيب الكمال ٢/ ٢٠٨، وتهذيب التهذيب ١/ ٥٤٥.
وفي سعيد: الجرح ٤/ ١٠ وموسوعة الأقوال ٢/ ٣١، وتهذيب الكمال ٣/ ١٤٥، وتهذيب التهذيب ٢/ ١٩٤.
(٣) المسند ٥/ ٢٢٢. ومسلم ١/ ٢٥٨ (٣٢٦). قال أبو ريحانة في آخره: وقد كان كبر سفينه - وما كنتُ أثقُ بحديثه، وللحديث شواهد صحيحة، منها ما رواه الشيخان عن أنس - الجمع ٣/ ٥٩٩ (١٩٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>