للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلٌ آخر

(٦٨٣٠) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا أبو إسحاق عن زائدة

عن عاصم بن كُليب عن أبيه: أن رجلًا من الأنصار أخبره قال:

خرجْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة، فلمّا رَجَعْنا لَقِيَنا داعي امرأة من قريش، فقال: يا

رسول الله، إنّ فلانةَ تدعوك ومن معك إلى طعام. فانْصَرَفْنا معه، فجلَسْنا مجالس الغِلمان

من آبائهم بين أيديهم، ثم جيء بالطعام، فوضعَ رسولُ الله -صلي الله عليه وسلم- يده ووضعَ القومُ أيديَهم،

ففَطِن له القومُ وهو يلوكُ لقمته لا يُجيزُها، فرفعوا أيديَهم وغفَلوا عنّا، ثم ذكروا فأخذوا

بأيدينا، فجعل الرجلُ يضرلث باللقمة بيده حتى تَسْقُطَ، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنعُ

رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. فلفظَها فألقاها، فقال: "أَجِدُ لحمَ شاة أُخِذَتْ بغير إذن أهلِها" فقامت

المرأةُ فقالت: يا رسول الله، إنه كان في نفسي أن أجمعَك ومن معك إلى طعام، فأرسلْتُ

إلى البَقيع فلم أجد شاة تُباع، وكان عامر بن أبي وقاص ابتاع شاةً أمسِ من البقيعِ،

فأرسلت إليهْ إنه ابتغِيَ لي شاةٌ من البقيع فلم توجد، فذكروا لي أنّك اشتريتَ شاة فأرسِلْ

بها إلي، فلم يَجِدْه الرسولُ ووجدَ أهلَه، فدفعوها إلى رسولي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"أطعموها للأسارى" (١).

* * * *


(١) المسند ٥/ ٢٩٤. ومن طريق عاصم بن كليب أخرجه أبو داود بنحوه ٣/ ٢٤٤ (٣٣٣٢) وصحّحه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>