للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالغة: ومذهبُ جماعةٍ، منهم القاسم بن محمّد والليث وأبو يوسف: لا يُستبرأ إلّا من بلغ، وكان أبو يوسف لا يرى استبراء العذراء.

وأما بغض بُريدة فلأنه رأى من أفعال عليٍّ ما لم يعلم وجهه، فأبغضه لذلك، وكم يلقى العلماء من الجاهلين بأحوالهم (١).

(٧٢٨) الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا الوليد بن ثعلبة الأنصاريّ عن ابن بُريدة (٢) عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قال حين يُصْبِح أو حين يُمسي: اللهمَّ أنت ربّي، لا إله إلّا أنت، خلَقْتَني، وأنا عبدك، أنا على عَهْدِك وَوَعدِك ما استطعت، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعْتُ، أبوءُ (٣) بنعمتك، وأبُوء بذنبي، فاغْفِرْ لي، إنّه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ. فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنّة" (٤).

(٧٢٩) الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا موسى بن أَعْيُن عن ليث عن علقمة بن مَرثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لهم (٥) ما أسلموا عليه من أرضهم ورقيقهم وماشيتهم، وليس عليهم فيه إلّا الصَّدَقة" (٦).


(١) ينظر كشف المشكل، وأعلام السنن ٣/ ١٧٧٢، وشرح مشكل الآثار ٨/ ٦٠، والفتح ٨/ ٦٧.
(٢) وهو عبد اللَّه.
(٣) أبوء: أقرّ وأعترف.
(٤) المسند ٥/ ٣٥٦. وأبو كامل، مظفّر بن مُدرك، ثقة، روى له النسائي. والوليد ثقة، روى له أبو داود وابن ماجة والنسائي في عمل اليوم والليلة. وسائر الإسناد رجال الشيخين. ومن طرق عن الوليد أُخرج الحديث وصحّح: ابن ماجة ٢/ ١٢٧٤ (٣٨٧٢)، وأبو داود ٤/ ٣١٧ (٥٠٧٠)، وعمل اليوم والليلة ١٥٠ (٤٧٠)، والحاكم والذهبي ١/ ٥١٤، وابن حبّان ٣٠٩/ ٣ (١٠٣٥). وفي البخاريّ ١١/ ٩٧ (٦٣٠٦) عن شدّاد بن أوس: "سيّد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربّي. . . ".
(٥) في المعجم الأوسط أنهم أهل الذمّة.
(٦) المسند ٥/ ٣٥٧. وأخرجه الطّبراني في الأوسط ٦/ ٣٥ (٥٠٧٠) وقال: لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا ليث بن أبي سليم، تفرّد به موسى بن أعين. قال الهيثمي ٣/ ٦٦: وفيه ليث ابن أبي سليم, وقد وُثّق لكنه مُدلس. فهو علّة الإسناد، وسائر رواته رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>