للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ثوبه، من صاع بُرّه، من صاع تَمْره -حتى قال- ولو بشِقَ تَمرة". قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرّة كادت كَفُّه تَعجِزُ عنها، بل قد عَجَزَت، ثم تتابعَ النّاس حتى رأيتُ كومَين من طعام وثياب، حتى رأيْتُ رسول اللَّه يتهلَّلُ وجهُه كأنّه مُذْهبة (١). فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من سَنّ في الإسلام سُنّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها بعدَه من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيء. ومن سنَّ في الإسلام سُنّةً سيئةً كان عليه وِزرُها ووزرُ من يعملُ بها بعدَه من غير أن يَنْقُصَ من أوزارهم شيء".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(١٢١٩) الحديث السابع: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا عمر بن حفص قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثني زيد بن وهب عن جرير بن عبد اللَّه:

عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ".

أخرجاه (٣).

(١٢٢٠) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف قال: حدّثنا أبو جَناب عن زادانَ عن جرير بن عبد اللَّه قال:

خرجْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما بَرَزْنا من المدينة إذا راكب يُوضِعُ (٤) نحونا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كأنَّ هذا الرّاكبَ إيّاكم يريدُ، فانتهى إلينا الرجل فسلّم، فرَدَدْنا عليه السلام، فقال النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أين أقبلْتَ؟ " فقال: من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: "فأين تريد؟ " قال: أُريدُ رسول اللَّه. قال: "فقد أصَبْتَه" قال: يا رسول اللَّه، علِّمْني ما الإيمان؟ قال: "تشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه، وتُقيمُ الصلاة، وتؤتي الزَّكاة، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيت". قال: قد أقْرَرْتُ. ثم إنّ بعيره دخلت يدُه في شَبَكة جِرْذان (٥)،


(١) ويروى "مُدْهنة" وهو الاناء الذي يوضع به الدّهن. ينظر التطريف ٢٧.
(٢) المسند ٤/ ٣٥٩، ومسلم ٢/ ٧٠٤ (١٠١٧).
(٣) البخاري ١/ ٤٣٨٠ (٦٠١٣)، وهو في مسلم ٤/ ١٨٠٩ (٢٣١٩) من طريق حفص بن غياث وغيره عن الأعمش، ومن غير طريق الأعمش. ورواه أحمد من طرق عديدة عن الأعمش وغيره، ينظر ٤/ ٣٥٨، والأطراف ٢/ ٢٠٢ (٢١٠٦).
(٤) يوضع: يسرع.
(٥) الجرذان جمع جُرْذ: الفأر الكببر. وشبكته: حفره التي يحفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>