للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من فارق الجماعة شبرًا خلع رِبقة الإسلام من عنقه" (١).

(١٢٨٥) الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى بن بُكير قال: حدّثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذرّ يحدّث:

أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبريل ففرَج صدري ثم غسله بماء زمزمَ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهبٍ ممتلىء حكمةً وإيمانًا فأفرَغه في صدري ثم أطبقَه، ثم أخذ بيدي فعَرَجَ بي إلى السّماء، فلمّا جئتُ إلى السماء الدُّنيا قال جبريلُ لخازن السماء: افتحْ، قال: من هذا: قال جبريل، قال: وهل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمّد، قال: أُرسل إليه؟ قال: نعم. فلمّا فتحَ عَلَونا السماء الدُّنيا، فإذا رجلٌ قاعدٌ، على يمينه أسْوِدَة وعلى يساره أسْوِدَة، فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى، فقال: مرحبًا بالنبيّ الصالح والابن الصالح، قلتُ لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذه الأَسْوِدَةُ عن يمينه وعن شماله نَسَمُ بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنّة، والأسوِدة التي عن شماله أهل النّار، فإذا نظرَ عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى. ثم عرج بي إلى السماء الثّانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال الأوّل، ففتح" قال أنس: فذكر أنّه وجدَ في السماوات آدمَ وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم، ولم يُثْبِتْ كيف منازلُهم، غير أنّه ذكر أنّه وجدَ آدم في السماء الدُّنيا، وإبراهيم في السماء السادسة. قال أنس: "فلمّا مرّ جبريل بالنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بإدريس قال: مرحبًا بالنبيّ الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس. ثم مررت بموسى فقال: مرحبًا بالنبيّ الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيّ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى. ثم مررْتُ بإبراهيم، فقال: مرحبًا بالنبيّ الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم".


(١) المسند ٥/ ١٨٠. وفيه خالد بن وهبان، قال عنه ابن حجر في التقريب ١/ ١٥٣: مجهول. ولكن الحاكم انتصر لخالد هذا، فقد روى الحديث من طريق مطرّف ١/ ١١٧، قال: خالد بن وهبان لم يجرّح في رواياته، وهو تابعى معروف، إلّا أن الشيخين لم يخرجاه. قال: وقد روي هذا المتن عن عبد اللَّه بن عمر بإسناد صحيح على شرطهما. وقال الذهبي مؤيّدًا: خالد لم يُضعّف. وقد أخرج أبو داود الحديث من طريق زهير وأبي بكر بن عيّاش ومندل عن مطرّف ٤/ ٢٤١ (٤٧٥٨)، وصحّحه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>