للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنّه قال: "يُصبح على كلّ سُلامى (١) من أحدكم صدقة، فكلُّ تسبيحة صدقةٌ، وكلُّ تحميدة صدقةٌ، وكلُّ تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضُّحى".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(١٢٨٩) الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدّارمي قال: حدّثنا مروان بن محمد الدّمشقي قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذرّ:

عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما روى عن ربّه تبارك وتعالى أنّه قال: "يا عبادي، إنّي حرّمْتُ الظُلْمَ على نفسي وجعلْتُه بينكم مُحَرّمًا، فلا تَظالموا. يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلّا من هدَيْتُه، فاسْتَهْدوني أهْدِكم. يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلّا من أطْعَمْتُه، فاستطعموني أُطْعِمْكم. يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلّا من كَسَوْتُه، فاستكسوني أكسُكم. يا عبادي، إنّكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذُّنوب جميعًا، فاستغفروني أغفرْ لكم. يا عبادي، إنّكم لن تبلُغوا ضَرّي فتَضُرُّوني، ولن تبلغوا نَفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخرَكم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا. يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ، ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا. يا عبادي، لو أنّ أوّلَكم وآخرَكم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني، فأعطيتُ كلّ واحدٍ مسألتَه، ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المِخْيَطُ إذا أُدْخلَ البحر. يا عبادي، إنّما هي أعمالُكم أُحْصِيها لكم ثم أوَفِّيكم إيّاها، فمن وجدَ خيرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّه، ومن وجَدَ غيرَ ذلك فلا يلومَنّ إلّا نفسه".

قال سعيد: كان أبو إدريس الخَولاني إذا حدّث بهذا الحديث جثا على رُكبتيه.

انفرد بإخراجه مسلم (٣).


(١) السلامى: عظام الأصابع، ويراد به جميع عظم البدن.
(٢) مسلم ١/ ٤٩٨ (٧٢٠)، ومن طريق مهدي بن ميمون في المسند ٥/ ١٦٧.
(٣) مسلم ٤/ ١٩٩٤ (٢٥٧٧). وله طريق أُخرى فيه عن عبد الصمد عن همّام عن قتادة عن ابن قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن أبي ذرّ. وهذه في المسند ٥/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>