للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا ارتدّت عليه وإن لم يكن صاحبُه كذلك".

أخرجاه في الصحيحين (١).

(١٣٢٧) الحديث التسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي لأعرفُ آخرَ أهل النّار خُروجًا من النّار، وآخرَ أهل الجنّة دخولًا الجنّة: يُؤتى برجلٍ فيقول: نحُّوا كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها. قال: فيقال: عَمِلْتَ كذا يوم كذا وكذا، وعملت كذا يوم كذا وكذا، فيقول: يا ربّ، عملْتُ أشياء لم أرَها هاهنا" قال: فضحك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى بَدَتْ نواجذه، قال: "فيقال له: فإنّ لك مَكان كلّ سيئة حسنةً".

انفرد بإخراجه مسلم (٢).

(١٣٢٨) الحديث الحادي والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر:

أنّ أبا ذرٍّ حضره الموت وهو بالرَّبَذَة، فبكتِ امرأتُه، فقال: ما يُبكيك؟ قالت: أبكي أنّه لا يدَلي بنعشك (٣)، وليس عندي ثوبٌ يَسَعُك كَفَنًا. قال: لا تبكني، فإنّي سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يومٍ وأنا عندَه في نَفَرٍ يقول: "ليموتَنّ رجلٌ منكم بفَلاة من الأرض، يَشْهَدُه عصابةٌ من المؤمنين" قال: فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية (٤) فلم يبق غيري، قد أصبحْتُ بالفلاة أموت، فراقبي الطّريق، فإنّك سوف ترين ما أقول، فبينا واللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْت. قالت: فأنّى: وقد انقطع الحاجّ؟ قال: راقبي الطريق. فبينا هي كذلك إذ هي بقوم تَخِدُّ بهم رواحلهم كأنّهم الرّخَم (٥) فأقبلَ القومُ حتى وقفوا


(١) المسند ٥/ ١٦٦ إلى قوله: "إلّا حار عليه" وباقي الحديث ٥/ ١٨١.
ورواه مسلم بهذا الإسناد إلى قوله: "إلا حار عليه" ١/ ٧٩ (٦١). وروى أجزاء منه البخاري من طريق عبد الوارث والد عبد الصمد ٦/ ٥٣٩ (٣٥٠٨)، ١٠/ ٤٦٤ (٦٠٤٥).
(٢) المسند ٥/ ١٧٠. ومسلم ١/ ١٧٧ (١٩٠) من طريق ابن معاوية -محمد بن خازم- وغيره عن الأعمش.
(٣) في المسند "بنفسك".
(٤) في المسند "وفرقة".
(٥) تَخِدُّ: تسرع. والرّخَم: جمع رخمة، طائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>