وآمُرُكم بذِكر اللَّه كثيرًا، فإنَّ مَثَلَ ذلك كَمَثَل رجلٍ طلبَه العدوُّ سِراعًا في أثره، فأتى حِصنًا حصينًا فتحصَّن فيه، وإنَّ العبدَ أحصنُ ما يكون من الشّيطان إذا كان في ذكر اللَّه".
قال: وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأنا آمُرُكم بخمس، اللَّهُ أمرَني بهنّ: السَّمع والطَّاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل اللَّه، فإنَّه من خرجَ من الجماعة قِيدَ شبرٍ فقد خلعَ رِبَقَ الإسلام من عُنُقه، إلّا أن يُراجِعَ. ومن دعا بدعوى جاهليَّة فهو في جُثا جهنّم". قالوا: يا رسول اللَّه، وإنْ صامَ وإن صلّى؟ قال: "وإن صام وإن صلّى وزعم أنّه مسلم. فادعوا المسلمين بأسمائهم، بل بما سمّاهم اللَّه عزّ وجلّ: المسلمين المؤمنين عبادَ اللَّه" (١).
* * * *
(١) المسند ٤/ ١٣٠. وإسناده صحيح. وهو من طريق أبان بن يزيد عن يحيى في الترمذي ٥/ ١٣٦ (٢٨٦٣)، قال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصحّحه ابن خزيمة ٣/ ١٩٥ (١٨٩٥)، والحاكم في مواضع ١/ ١١٧، ١١٨، ٢٣٦، ٤٢١، ووافقه الذهبي، وابن حبّان ١٤/ ١٢٤ (٦٢٣٣) وصحّح الألباني وشعيب إسناده.