للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمُرْبادّ (١) الذي في لونه رُبدة: وهو لون بين السّواد والغبرة.

والمُجَخِّي: المائل. والمعنى: أنّه قد مال عن الاستقامة.

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال:

كُنّا جلوسًا عند عمر فقال: أيُّكم يحفظُ قولَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الفتنة؟ قلتُ: أنا. قال: إنّك لجريء. قلت: "فتنةُ الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفِّرُها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كموج البحر. قلت: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إنّ بينك وبينها بابًا مغلقًا. قال: أيُكسرُ أم يُفتح؟ قلت: بل يُكسر يا أمير المؤمنين. قال: إذن لا يغلق أبدًا. قلنا: أكان عمرُ يعلم من البابُ؟ قال: نعم، كما يعلمُ أنّ دون غدٍ ليلةً. إنّي حدَّثْتُه حديثًا ليس بالأغاليط. فهِبْنا حذيفةَ أن نسأله: من الباب، فأمرْنا مسروقًا فسأله، فقال: الباب عمر.

أخرجاه في الصحيحين (٢).

(١٤٣٧) الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود الطيالسي قال: حدّثنا داود بن إبراهيم الواسطيّ قال: حدّثني حبيب بن سالم عن النُّعمان بن بشير قال:

كُنّا قُعودًا في المسجد، فجاء أبو ثعلبة الخُشَني فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول اللَّه في الأُمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خُطبته. فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة:

قال رسول اللَّه: "تكون النبوّةُ فيكم ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعُها اللَّه إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوّة، فتكونُ ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. [ثم تكون مُلْكًا عاضًّا، فيكون ما شاء اللَّه أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها] (٣) ثم يكون مُلْكًا جَبرية فتكون ما شاء اللَّه أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها.


(١) رواية المسند التي أثبتها المؤلّف "مُرْبَدًّا"، وهذه رواية مسلم، وهما بمعنى.
(٢) المسند ٥/ ٤٠١، وهو من طريق يحيى وغيره عن الأعمش في البخاري ٢/ ٨ (٥٢٥)، وينظر فيه الأطراف. ومسلم - السابق.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من المخطوطات.

<<  <  ج: ص:  >  >>