للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليَّ ويُبَشِّرَني أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنَّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة" (١).

(١٤٧٤) الحديث الخمسون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا زهير بن حرب قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التّيمي عن أبيه قال:

كُنّا عند حذيفة، فقال رجلٌ: لو أدركْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قاتلْتُ معه فأَبْلَيْتُ. فقال حذيفة: أنتَ كنتَ تفعل ذاك؟ لقد رأيتنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ الأحزاب وأخَذَتْنا ريحٌ شديدة وقُرٌّ (٢)، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعلَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ معي يوم القيامة؟ " فسكَتنا فلم يُجِبْه منّا أحد. فقال: "ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعله اللَّهُ معي يوم القيامة" فسكَتنا فلم يُجِبْه منّا أحد. ثم قال: "ألا رجلٌ يأتينا بخبر القوم جعلَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ معي يوم القيامة" فلم يُجِبْه منّا أحد، فقال: "قُمْ يا حذيفة، فأْتِنا بخبر القوم" فلم أجدْ بُدًّا إنّ دعاني باسمي أن أقوم. قال: "اذهب" فأتِني بخبر القوم ولا تَذْعَرْهم عليَّ. "فلمّا ولَّيْتُ من عنده جعلتُ كأنَّما أمشي في حمَّام حتى أتَيْتُهم، فرأيتُ أبا سفيان يَصْلى (٣) ظهره بالنَّار، فوضعتُ سهمًا في كَبِد القوس فأردْتُ أن أرميَه، فذكرت قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تَذْعَرْهم عليَّ" ولو رَمَيْتُهُ لأصَبْتُه. فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحمَّام، فلما أتيْتُه فأخبرْتُه خبرَ القوم وفَرَغْتُ قَرِرْتُ، فألبسَني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَضْلَ عباءة كانت عليه يُصلّي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحْتُ، فلمّا أصبحْتُ قال: "قُمْ يا نَومانُ".

انفرد بإخراجه مسلم (٤).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحق قال: حدّثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القُرَظيّ قال:


(١) المسند ٥/ ٣٩١، والترمذي ٥/ ٦١٩ (٣٧٨١) من طريق إسرائيل، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصحّحه الألباني، وذكره في الصحيحة ٦/ ١٦٧ (٢٥٨٥) وأخرج جزءًا منه مصحّحًا من طريق إسرائيل ابنُ خزيمة ٢/ ٢٠٦ (١١٩٤)، والحاكم والذهبي ١/ ٣١٢، وابن حبّان ١٦/ ٦٨ (٧١٢٦).
(٢) القُرّ: البرد.
(٣) يصلى: يدفىء.
(٤) مسلم ٣/ ١٤١٤ (١٧٨٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>