للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالد: فخرجْتُ، فما كان شيءٌ أحبَّ إليَّ من رضا عمّار، فلَقِيتُه فرَضِي (١).

(١٥٩٢) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا محمد بن حرب قال: حدّثنا سليمان بن سُليم عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جدّه المقدامِ بن معد يكرب قال:

غَزَونا مع خالد بن الوليد الصائفةَ (٢)، فقَرِمَ أصحابُنا إلى اللحم، فسألوني رَمَكَةً لي، فَدَفَعْتُها إليهم، فحَبَلوها (٣)، فقلتُ: مكانَكم حتى آتيَ خالدًا، فأسأله، فأتيْتُه فسألته، فقال:

غَزَونا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غزوة خيبر، فأسرعَ النّاسُ في حظائر يهود، فأمرَني أن أناديَ: "الصلاة جامعة، ولا يدخلُ الجنّةَ إلّا مسلم" ثم قال: "يا أيّها النّاس، إنّكم قد أسرَعْتُم في حظائر يهود. ألا لا تَحِلُّ أموالُ المعاهَدِين إلّا بحقها، وحرامٌ عليكم لحومُ الحُمُر الأهلية، وخيلِها، وبغالِها، وكلِّ ذي ناب من السِّباع، وكلِّ ذي مِخْلَبٍ من الطّير" (٤).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد قال: حدّثنا ثور بن يزيد عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معديكرب عن أبيه عن جدّه عن خالد بن الوليد قال:

نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير (٥).


(١) المسند ٤/ ٨٩، والمعجم الكبير ٤/ ١١٣ (٣٨٣٥) من طريق العوّام، ومن طريق يزيد صحّحه الحاكم والذهبيّ ٣/ ٣٩٠، وابن حبّان ١٥/ ٥٥٦ (٧٠٨١). وقال الهيثميّ ٩/ ٢٩٦: رجاله رجال الصحيح.
(٢) في القاموس: الصائفة: غزوة الروم. لأنهم كانوا يغزون صيفًا لمكان البرد والثلج.
(٣) قَرمِ إلى الشيء: اشتاق إليه. والرَّمكة: الفرس. وحَبَله ربطه بالحبال.
(٤) المسند ٤/ ٨٩، ومن طريق محمد بن حرب في الكبير ٤/ ١١٠ (٣٨٢٧)، وأبي داود ٣/ ٣٥٦ (٣٨٠٦). قال ابن حجر في التلخيص ٤/ ١٠٥٦: حديث خالد لا يصحّ. قال أحمد: إنه حديث منكر. وقال أبو داود: إنه منسوخ.
(٥) المسند ٤/ ٨٩. وهو ضعيف. وهو من طريق بقيّة في النسائي ٧/ ٢٠٢، وأبي داود ٣/ ٣٥٢ (٣٧٩٠)، وابن ماجه ١٠٦٦ (٣١٩٨)، والمعجم الكبير ٤/ ١١٠ (٣٨٢٦). قال أبو داود: لا بأس بلحوم الخيل، وليس العمل عليه. وهذا منسوخ. وقد أكل لحوم الخيل جماعة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال السنديّ - كما في حاشية ابن ماجة: اتفق العلماء على أنّه حديث ضعيف، وذكر بعضهم أنّه منسوخ، فالحديث ضعيف لأنه معارَضٌ بأحاديث إباحة الخيل. كما أن سنده ليس بذاك، فصالح ليّن، وأبوه يحيى مستور. التقريب ١/ ٢٥٢، ٢/ ٦٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>