للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذكِّرُكم اللَّهَ في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إنّ نساءَه من أهل بيته، ولكنّ أهلَ بيته من حُرِم الصدقةَ بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عَقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: أكلُّ هولاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم (١).

قال يزيد بن حبّان: وحدَّثنا زيد في مجلسه ذلك قال: بعث إليّ عبيد اللَّه بن زياد فأتيْتُه، فقال: ما أحاديثُ تحدِّثها وترويها عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا نجدُها في كتاب اللَّه عزّ وجلّ؟ تُحَدِّث أن له حوضًا في الجنّة. قال: قد حدَّثَناه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ووعدناه. قال: كذبْتَ، ولكنّك شيخٌ قد خَرِفْتَ. قال: إِنّي قد سَمِعتْه أُذناي، ووعاه قلبي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من كذب عليَّ متعمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النّار". وما كذبت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

وحدّثنا زيد في مجلسه: إنّ الرّجل من أهل النّار لَيَعْظُم للنار حتى يكون الضِّرسُ من أضراسه كأُحد (٣).

انفرد مسلم بإخراج الحديث الأوّل من هذا الحديث، إلى قوله: أكلُّ هؤلاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم.

(١٧٢٠) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن يزيد بن حَيّان عن زيد بن أرقم قال:

سحر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلٌ من اليهود. قال: فاشتكى لذلك أيّامًا. قال: فجاءَه جبريل فقال: إنّ رجلًا من اليهود سحرَك، عقد لك عُقَدًا في بئر كذا وكذا. فأرْسِلْ إليها من يجيءُ بها، فبعثَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليًّا فاستخرجَها، فجاء بها فحلَّها. قال: فقام رسولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- كأنما نُشِطَ من عِقال. قال: فما ذكر لذلك اليهوديّ، ولا رآه في وجهه قطُّ حتى مات (٤).


(١) المسند ٤/ ٣٦٦، ومسلم ٤/ ١٨٧٣ (٢٤٠٨).
(٢) المسند ٤/ ٣٦٧، وإسناده صحيح كسابقه. يزيد من رجال مسلم، وسائر رجاله رجال الشيخين. وهو في المعجم الكبير ٥/ ١٨١ (٥٠٢١).
(٣) المسند ٤/ ٣٦٧. وقد روى الإمام مسلم بإسناده إلى أبي هريرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ضرس الكافر مثل أحد، وغِلَظُ جلده مسيرة ثلاثة أيام". ٤/ ٢١٨٩ (٢٨٥١).
(٤) المسند ٤/ ٣٦٧، وسنن النسائي ٧/ ١١٢، والمعجم الكبير ٥/ ١٨٠ (٥٠١٦)، وشرح المشكل ١٥/ ١٠٨ (٥٩٣٥)، وصحّح الألباني إسناده، وشعيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>