للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجتمعْنا عند النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقرأ الرجلُ على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال له: "قَدْ أحسنْتَ" فكأنَّ عمر قد وَجَدَ من ذلك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عمر، إنّ القرآن كلَّه صوابٌ ما لم يُجْعَل عذابٌ مغفرةً، أو مغفرةً عذابًا" (١).

(١٨١٠) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان عن عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عثمان بن حكيم قال: حدّثني إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة قال: حدّثني أبي قال: قال أبو طلحة:

كُنّا جلوسًا بالأفنية، فمرّ بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ما لكم ولمجالس الصُّعُدات؟ اجتنبوا الصُّعُدات" (٢). قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إنّا جلسْنا نتذاكرُ ونتحدّثُ. قال: "فأعطو المجالس حقَّها" قال: وما حقُّها؟ قال: "غضُّ البصر، وردُّ السلام، وحسنُ الكلام" (٣).

(١٨١١) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن الحجّاج قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: حدّثني ليث بن سعد قال: حدّثني يحيى بن سُليم ابن زيد أنّه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعتُ جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سهل يقولان:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما مِن امرىء يَخْذِلُ امرأً مسلمًا عند موطن تُنْتَهكُ فيه حُرمتُه، ويُنتقصُ فيه من عِرْضُه إلّا خذلَه اللَّهُ عزّ وجلّ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرتَه. وما من امرىء ينصر مسلمًا في موطن يُنْتَقَصُ فيه من عرضه ويُنْتَهَكُ فيه من حرمته، إلّا نصرَه اللَّهُ عزّ وجلّ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرَتَه" (٤).

* * * *


(١) المسند ٤/ ٣٠. وقال الهيثميّ ٧/ ١٥٤: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث عمر في الصحيحين - الجمع ١/ ١١١ (٣١). وينظر جمال القرّاء.
(٢) كذا في النسخ. وفي المسند ومسلم "اجتنبوا مجالس الصُّعدات" والصُّعُدات: الطرق.
(٣) أخلّ المؤلّف: أو النساخ، كسائر ما حدث في هذا المسند - بالتنبيه على أنّه ممّا أخرجه مسلم. والحديث في المسند ٤/ ٣٠، وصحيح مسلم ٤/ ١٠٧٣ (٢١٦١) بالسند نفسه.
(٤) المسند ٤/ ٣٠ ومن طريق الليث في سنن أبي داود ٤/ ٢٧١ (٤٨٨٤)، والمعجم الكبير ٥/ ١٠٥ (٤٧٣٥) وضعّفه الألباني، فإسماعيل بن بشير قال عنه ابن حجر في التقريب ١/ ٤٩ مجهول، وكذا يحيى - التقريب ٢/ ٦٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>