للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا مات: سن: تغميضه (١)، وشد لحييه، وتليين مفاصله، وخلع ثيابه، وستره بثوبٍ، ووضع حديدةٍ على بطنه (٢)، ووضعه على سرير غسله متوجهًا (٣) منحدرًا نحو رجليه، وإسراع تجهيزه - إن مات غير فجأةٍ (٤) -، وإنفاذ وصيته.


(١) وينبغي عند التغميض: أن يدعو بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة، فيقول: «اللهم اغفر لفلانٍ، وارفع درجته في المهديين، وافسح له في قبره، ونور له فيه، واخلفه في عقبه» ...
فيكون - هنا - سنةٌ فعليةٌ وسنةٌ قوليةٌ، الفعلية: تغميض العينين، والقولية: هي هذا الدعاء.
(٢) استدلوا على هذا بأثرٍ فيه نظرٌ، وبنظرٍ فيه علةٌ.
أما الأثر؛ فذكروا عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - أنه قال: «ضعوا على بطنه شيئًا من حديدٍ».
وهذا الأثر فيه نظرٌ، ولا أظنه يثبت عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه -، والذي يظهر لي من حال الصحابة أنهم لا يفعلون ذلك.
وأما النظر الذي فيه علةٌ فإنهم قالوا: لئلا تنتفخ بطنه ...
ولكن هل هذا يمنع الانتفاخ؟ لا أظنه يمنع؛ لأن الانتفاخ إذا حصل لا يغني وضع الحديدة شيئًا ...
وفي عصرنا الآن نستغني عن هذا، وهو أن يوضع في الثلاجة إذا احتيج إلى تأخير دفنه، وإذا وضع في الثلاجة فإنه لا ينتفخ.
(٣) أي: إلى القبلة؛ لأن هذا أفضل، ولا أعلم في هذا دليلًا من السنة.
(٤) لاحتمال أن تكون غشيةً لا موتًا ...
وهذا الذي ذكره العلماء - رحمهم الله - قبل أن يتقدم الطب، أما الآن فإنه يمكن أن يحكم عليه أنه مات بسرعةٍ لأن لديهم وسائل قويةً تدل على موت المريض، لكن إذا لم يكن هناك وسائل فإن الواجب الانتظار إلى أن نتيقن موته.

<<  <   >  >>