للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: إن هذا معناه استولى على العراق. وليس هذا صريحًا، استوى بشر على العراق، يعني: علا على عرشه، صار سلطانًا عليه، وهذه عمدتهم.

وأيضًا من جهة المعنى، لا يصح، فإن الاستيلاء يشعر بأنه كان قبل ذلك غير مستولٍ عليه، وأنه صار مستوليًا عليه بعد أن لم يكن، أو يشعر أيضًا بالمغالبة (١).

المهم: أن المعطلة ومن سلك سبيلهم ينفون حقيقة الاستواء، ويفسرونه بالاستيلاء، وأهل التأويل منهم.

أما أهل التفويض؛ فيقولون: هذه نصوص يجب أن نمرُّها ألفاظًا دون أن يفهم منها معنى، ودون أن تفسر.

أي: تقرأ ألفاظًا جوفاء، لا تتدبر، ولا يعقل لها معنى، وكلا القولين باطل قول أهل التفويض، وأهل التأويل -.

فالاستواء يجب إثباته لله، ويجب أن نؤمن بأنه تعالى مستوٍ على العرش، وأنه استوى عليه بعد خلق السموات والأرض، والعرش مخلوق قبل ذلك قال النبي : «كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء» (٢).


(١) أبطل العلامة ابن القيم زعمهم من اثنين وأربعين وجهًا. مختصر الصواعق ٣/ ٨٨٨.
(٢) رواه البخاري (٧٤١٨)، من حديث عمران بن حصين . وانظر شرحًا موسعًا لهذا الحديث في: مجموع الفتاوى ١٨/ ٢١٠ - ٢٤٤.

<<  <   >  >>