فأعرض عني من كذا. وقيل: أعرض: أظهر عرضه، أي ناحيته. فإذا قيل: أعرض لي كذا، أي بكذا عرضه فأمكن تناوله. وإذا قيل: أعرض عني فمعناه ولى مبديًا عرضه. وعرض كذا: إذا بدا من أي ناحيةٍ كانت. وقولهم: هو من عرض الناس، أي من نواحيهم غير مخصوصٍ ولا معلومٍ.
قوله:} وهم عن آياتها معرضون {[الأنبياء: ٣٢] أي مولون على الاستدلال بها على الله وعلى وحداهيته. وأعرض الشيء: إذا بدا. ويقال فيما يعرض من السقم: عارض وفيما يظهر من شعر الخدين: عارض، ومنه: العارضان: وهما الشعر النابت على اللحيين. وعلى ما يبدو من الأسنان وهي المجاورة للثنايا، وللإنسان أربع عوارض؛ قال عنترة:[من الكامل]
١٠١١ - سبقت عوارضها إليك من الفم
وقال كعب:[من البسيط]
١٠١٢ - تجلو عوارض ذي ظلمٍ إذا اوتسمت ... كأنه منهل بالراح! معلول
وفلان شديد المعارضة: كناية عن جودة بيانه. قوله:} يأخذون عرض هذا الأدنى {[الأعراف: ١٦٩] أي الرشا في الأحكام. قوله:} سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم {[التوبة: ٩٥] أي لتعفوا وتصفحوا، أي لأن في العفو إعراضًا عن الجاني. وقيل: اللام متعلقة بالحلف على معنى أنهم حلفوا لأجل إعراضكم عنهم؛ فعلوا ذلك لما رأوكم أعرضتم. وعبر الهروي عن هذا المعنى حكايًة عن أبي العباس قال: قال أبو العباس: أي لإعراضكم عنهم، وليست لام كي لكنهم حلفوا لإعراض المسلمين عنهم. قلت: وهذه لام كي على التقديرين المذكورين، وهي متعلقة بالفعل على التقديرين أيضًا، فكيف يقال: وليست لام كي؟.
وفي الحديث:"كل المسلم على المسلم حرام؛ ماله وعرضه ودمه" قال