المبرد: العرض من الإنسان موضع المدح والذم، وذلك أن يذكر أمورًا يرتفع بها الإنسان أو يسقط وقيل: عرضه هم أسلافه الذين يشرف بهم أو موضع منه. وقيل: العرض: نفس الرجل، واستدل بحديثه عليه الصلاة والسلام في صفة أهل الجنة:"لا يبولون ولا يتغوطون إنما هو عرق يخرج من أعراضهم" أي من ذواتهم. قلت وقول حسان رضي الله عنه:[من الوافر]
١٠١٣ - فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمدٍ منكم وقاء
يحتمل الأمرين إلا أن الظاهر منه العرض المتعارف. واستدل أيضًا بحديث أبي ضمضمٍ:"اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك" ووجه الدليل أنه لو كان العرض الأسلاف لما جاز أن يحلهم لغيره لأن ذلك إليهم لا إليه. والذاهب إلى ذلك والمستدل عليه هو ابن قتيبة. قال أبو بكر: وما ذهب إليه واضح الخطأ ألا ترى قول مسكينٍ الدارمي: [من الرمل]
قال: فلو كان العرض البدن والجسم على ما أدعى لم يكن مسكينًا ليقول: "رب مهزول سمين عرضه" إذ كان مستحيلاً للقائل أن يقول: "رب مهزولٍ سمين جسمه" لمناقضة ذلك. وإنما أراد:"رب مهزولٍ جسمه كريمة أفعاله" وتأول الحديث بأن الأعراض: المغابن التي يخرج منها العرق، وهذا عندي قريب من قول ابن قتيبة فكيف يكون ردًا عليه؟ واستدل أبو بكرٍ بقوله: دم المسلم وماله وعرضه. قال: لو كان العرض البدن لكان قوله دمه كافيًا لأن الدم يعبر به عن النفس. ويدل عليه قول عمر للخطيئة:"اندفعت تغني بأعراض المسلمين" معناه بأفعالهم وأفعال أسلافهم. قال الشاعر وهو