الليل وقال بعضهم: إنه ليس من الأضداد، بل لأن بينهما قدرًا مشتركًا. وإليه نحا الهروي وغيره، وقال: والمعنيان يرجعان إلى معنًى واحدٍ وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره. ويقال: رجل عاس وعساس لمن يتعسس بالليل، والجمع العسس، ومن ثم قالوا: كلب عس خير من أسدٍ ربض، أي كلب يطلب صديه وقوته ليلاً خير من أسد لا يطلب رزقه. والعسوس من النساء: المتعاطية للزينة بالليل. والعس: قدح ضخم، وجمعه عساس.
ع س ر:
قوله تعالى:} إن مع العسر يسرًا {[الشرح: ٦] العسر: الإضافة في المال، يقال: عسر يعسر إعسارًا فهو معسر، أي افتقر. والعسرة: نقيض اليسرة. وتعاسر القوم تحروا تعسير الأمر.
قال تعالى:} وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى {[الطلاق: ٦] قوله:} فذلك يومئذٍ يوم عسير على الكافرين {[المدثر: ٩ - ١٠] أي لا يتيسر فيه أمر. وعسرني الرجل: طالبني حين العسرة. وروي عن ابن مسعودٍ، وقيل: عن ابن عباسٍ: "أنه لما قرأها قال: لن يغلب عسر يسرين" قلت: قال الفراء وغيره: العرب إذا ذكرت نكرًة ثم أعادتها بنكرةٍ مثلها صارتا ثنتين، وإذا أعادتها بمعرفةٍ فهي هي تقول: إذا كسبت درهمًا فأنفق درهمًا. فالثاني غير الأول وتقول: إذا كسبت درهمًا فأنفق الدرهم، فالثاني هو الأول بعينه فهذا معنى قول ابن مسعودٍ لأن الله تعالى لما ذكر العسر ثم أعاده بالألف واللام علمت العرب أنه هو. ولما ذكر يسرًا بلا ألفٍ ولامٍ ثم أعاده بغير ألفٍ ولامٍ علموا أن الثاني غير الأول. وفي حديث رافع بن سالم:"وفينا قوم عسران" هو جمع أعسر نحو أعور وعوران وأعمى وعميان والأعسر أشد رميًا من غيره.