وقيل: العسلان: اهتزاز الأعضاء في العدو والسير، فأطلق على السير عسلانًا مجازًا وفي الحديث:"إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عسله. قيل: وما عسله يا رسول الله؟ قال: يفتح الله له عملاً صالحًا بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله".
قال ابن الأعرابي: العسل: طيب الثناء. وفي حديثٍ آخر:"إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عسله في الناس" أي طيب ثناءه. قال القتيبي: أراه مأخوذا من العسل؛ شبه العمل الصالح الذي يفتح له بالعسل. وقال أبو بكرٍ: هذا مثل أي وفقه الله تعالى لعملٍ صالحٍ يتحفه به كما يتحف الرجل أخاه إذا أطعمه العسل.
ع س ي:
قوله تعالى:} عسى ربكم أن يرحمكم {[الإسراء: ٨] هذه وإن كانت في الأصل للترجى فهي هنا للإيجاب، كأنه قيل: ربكم يرحمكم. وقال سيبويه: عسى ولعل من الله إيجاب، أي لا يراد بهما الترجى ولا الإشفاق لأن ذلك محال في حق الباري تعالى. وأما الحذاق غيره فقد قالوا: هما على بابهما. ولكن ليس بالنسبة إلى الباري تعالى بل إلى الناس؛ فقالوا في قوله تعالى:} فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر {[طه: ٤٤] أي اذهبا إليه، على الرجاء والطمع منكما في ذلك. كما قيل في قوله:} بل عجبت {[الصافات: ١٢] فيمن قرأ بالضم. قال الراغب: عسى: طمع وترج. وكثير من المفسرين فسروا عسى ولعل في القرآن باللازم فقالوا: إن الطمع والرجاء لا يصحان من الله قال: وفي هذا قصور نظرٍ، وذلك أن الله تعالى إذا ذكر ذلك [يذكره] تذكرة ليكون الإنسان منه على رجاءٍ لا أن يكون هو تعالى راجيًا. قال تعالى:} عسى ربكم أن يهلك عدوكم {[الأعراف: ١٢٩] أي كونوا راجين ذلك. وعسى فعل لا يتصرف، خرج عن حقيقته من المضي إلى الإنشاء، وهو ناقص ككان إلا أن خبره لا يكون في الأمر العام إلا مضارعًا مقترنًا بأن كقوله تعالى:} فعسى الله أن يأتي بالفتح {[المائدة: ٥٢] ولم يرد