للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحسدهم وعدم انقيادهم للأمر، فهم حين يقدرون عليهم بمثابة من تفوته فرصة فيعض أنامله ندمًا على ما فاته. وقيل: لشدة إيغاظهم المؤمنين وغيظهم منهم يفعلون ذلك. يقال: عض فلان يده غيظًا على فلانٍ: إذا بالغ في عداوته. وقوله:} ويوم يعض الظالم على يديه {[الفرقان: ٢٧] يعني ندمًا وتحسرًا. وأنشد: [من الوافر]

١٠٥٤ - كمغبونٍ يعض على يديه ... تبين غبنه بعد البياع

وأصل العض: الأزم بالأسنان على الشيء. والعض: النوى ولما تعض عليه الإبل. والعضاض: معاضة الدواب بعضها بعضًا. ورجل عض. مبالغ في أمره بمنزلة من يعض عليه. ويقال ذلك في المدح تارًة وفي الذم أخرى بحسب ما يبالغ فيه. يقال: هو عض في سفره، وعض في الخصومة. ويستعار ذلك لأزم الزمان وشدته. وأنشد للفرزدق: [من الطويل]

١٠٥٥ - وعض زمانٍ يا بن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجرفٍ

والتعضوض ضرب من التمر يعسر عضه ومضغه، ومنه الحديث: "أهدت لنا نوعًا من التعضوض". وجمع العض عضوض؛ قيل: العضوض جمع عض وهو الرجل الخبيث الشرير. وغلط الأزهري من ضم العين وقال: صوابه عضوض بالفتح. يقال: "ملك عضوض" إذا نال رعيته منه جور كأنه يعضهم. قلت: إن كانت الرواية "ملك" بالإفراد فيظهر ما قال، وإن كانت "ملوك" بالجمع فيشكل إلا أن يقصد الجنس. وفي الحديث: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" تقدم تفسير "تعزى بعزاء الجاهلية" وأما "فأعضوه" قيل: معناه قولوا له: اعضض بأير أبيك، ولا تكنوا بالهن تأديبًا وتنكيلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>