للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو من الجن النافذ القوي مع خبثٍ، ويستعار ذلك للآدميين استعارة الشيطان لهم. قال ابن قتيبة: هو من قولهم: رجل عفريت، وهو الموثق الخلق. وأصله من العفر وهو التراب. ومنه: عافره: صارعه فألقاه في العفر. وعلى هذا فنسبه هذه الصفة إلى الإنس أولى من الجن، لأن الإنس خلقوا من الرراب، والجن من النار. ويقال: رجل عفر نفر، عفريت نفريت، وعفارية نفارية: إذا كان خبيثًا. ومنه الحديث: "إن الله يبغض العفرية النفرية". قيل: الجموع: المنوع. وقيل: الظلوم. ويقال: رجل عفر، نحو شمرٍ. وليث عفرين: دابة تشبه الحرباء تتعرض للراكب. وعفرية الديك والحبارى للشعر الذي على رأسهما. ورجل أعفر: أبيض وليس بالناصع ولكنه لون الأبيض. ومنه قيل للظباء: عفر. وقال شمر: هو بياض إلى الحمرة قليلاً. وقال أبو بكر: العفر والعفرة: البياض الذي ليس بخالصٍ. يقال: ما على عفر الأرض مثله. وبعضهم يطلق فيقول: العفرة: البياض. ومنه الحديث: "لكأني أنظر إلى عفرتي إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم".وشكت إليه عليه السلام امرأة قلة نسل غنمها ورسلها فقال: ما ألوانها؟ قالت: سود. فقال: عفري إذا خلطتها بعفر" أي بيضٍ. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "لدم عفراء أحب إليه من دم سوداوين".

ومن كلامهم: "ليس عفر الليالي كالدآدئ". قال القرشي: سميت عفراء لبياضها. ويقولون: لقيته عن عفرٍ، أي بعد خمسة عشر يومًا فصاعدًا، أي حتى جاوز الليالي العفر. وأنشدني لأبي العميثل: [من الطويل]

١٠٦٣ - لقيت ابنة السهمي زينب عن عفر ... ونحن حرام منمى عاشرة العشر

والعفر أيضًا: تلقيح النخل ومنه الحديث: "ما قربت امرأتي مذ عفرنا". العفر:

<<  <  ج: ص:  >  >>