وأصل العقد: الجميع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة كعقد الحبل وعقد البناء. ثم يستعمل للمعاني نحو عقد البيع والعهد والنكاح وغيرها. وعقدت يميني وعاقدتها. وقد قرئ: {بما عقدتم (وعاقدتم) الأيمان} [المائدة:٨٩] أي أكدتموها، ولذلك سقط اللغو. وقد ينسب ذلك لنفس اليمين مبالغةً كقوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم (وعاقدتم)} [النساء:٣٣].
والعقد: مصدر عقد الشيء يعقده: أكده وبالكسر: القلادة وغلب في الجواهر النفيسة إذا نظمت. قوله:{ولا تعزموا عقدة النكاح}[البقرة:٢٣٥] أي ما التزم وأكد من التزام كل من الزوجين ما يجب عليه لصاحبه. قوله:{واحلل عقدة من لساني}[طه:٢٧] أي حبسةً. قيل: كان به أثر من حرقٍ أصابه فدعا الله بحلها أي بإزالتها. والظاهر أنه أراد إطلاق لسانه بما يعبر به عما في نفسه. قوله:{ومن شر النفاثات في العقد}[الفلق:٤] أي الساحرات. وكان الساحر يعقد عقدًا وينفث في كل عقدةٍ من رقاه ما يؤكد ذلك كأنه يحيل أنه شيء يعقد عليه ويربط، ومن ثم قيل لها عزيمة. وفي التفسير:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم ألي بئرٍ فاستخرجوا منها سحرًا سحره به لبيد بن الأعصم اليهودي وبناته إحدى عشرة عقدةً في مشطٍ ومشاقةٍ». وفي القصة طول. (ويروى أنه لما نزلت المعوذة الأولى صار كلما قرأ آيةً منها انحلت عقدة. وناقة عاقدة وعاقد: عقدت للقاح. وتيس أعقد، وكلب أعقد: ملتوي الذنب). وفي الحديث:«فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدةٍ من شجرٍ» والعقد: البقعة الكثيرة الشجر. وفي حديثٍ آخر:«من عقد لحيته فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم بريء منه» أي جعدها.