تعالين؛ قال تعالى:{يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم}[آل عمران:٦٤]{فتعالين أمتعكن}[الأحزاب:٢٨]. ونقل فيه عدم الاعتداد بالحذف فيقال تعالى -بالكسر- وتعالوا- بالضم وأنشد:[من الطويل]
١٠٨٤ - تعالي أقاسمك الهموم تعالي
والشعر لبعض الحمدانيين فيستأنس به ولا يستشهد به. وعليته فتعلى. قوله تعالى:{وأنتم الأعلون}[آل عمران:١٣٩] أي المنصورون على أعدائكم بالحجة والظفر. علوت قرني، أي غلبته. قوله:{إن فرعون علا في الأرض}[القصص:٤] هذا علو في الأرض تكبرًا منه وطغيانًا. ومثله:{ألا تعلوا علي}[النمل:٣١]. قوله:{ولتعلن علوًا كبيرًا}[الإسراء:٤] أي لتطغون ولتعظمن. قوله تعالى:{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض}[القصص:٨٣] أي تكبرًا وطغيانًا. وأما الرفعة في الأمور الدنيوية من طلب مالٍ ورياسة عقلٍ فلا يسلم منها كالأنبياء ومن والاهم.
قوله:{هذا صراط علي مستقيم}[الحج:٤١] قرئ {علي} أي مرتفع. ومعنى قراءة العامة أن طريق الخلق كلهم علي فلا يفوتني منهم أحد، اللهم بجاه كتابك القرآن ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم اعصمنا منه ومن نزغاته. واعلم أن «علي» قال النجاة فيها: إنها تكون مترددة بين الفعلية والاسمية والحرفية؛ فتكون فعلًا ماضيًا متعديًا؛ تقول: علا زيد السطح، وأنشد:[من الطويل]
١٠٨٥ - علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض ماضي الشفرتين يماني
وتكون حرفًا إذا جرت ما بعدها نحو:{وعلى الله فليتوكل المؤمنون}[آل عمران:١٦٠] وتكون اسمًا إا دخل عليها حرف جرٍ نحو من في قول الشاعر؛ هو مزاحم العقيلي:[من الطويل]