هذا في شرح هذه القصيدة المذكورة في مصنفٍ مفردٍ كثير الفوائد. والعلية: الغرفة المرتفعة. وعالية الرمح: ما دون سنانه. قال أبو طالبٍ:[من الطويل]
١٠٨٣ - كذبتم وبيت الله محمدًا ... ولم تختصب سمر العوالي بالدم
وفي الحديث:«بعث إلى أهل العوالي»؛ مواضع مرتفعة بالمدينة. وشذوا في النسب إليها فقالوا: علوي والقياس عالي وعالوي كقاضي وقاضوي. والعلاة: السندان حجرًا كان أو حديدًا، وغلب في الحديد. والعلية: الغرفة المرتفعة. قال الراغب: والعلية تصغير عاليةٍ، وصارت في التعارف اسمًا للغرفة، وجمعها علالي فهي فعاليل. والكلامان مشكلان جدًا؛ أما الأول فلا يجوز أن يكون علية تصغير عاليةٍ؛ إذ يجب ان يكون عويلية نحو صويرية تصغير صارية، جريًا بالمعتل مجرى نظيره من الصحيح. وإنما عليه بوزن فعليةٍ ولا تصغير البتة، فأصلها عليوة فقبلت الواو ياء وأدغمت فيها فصارت عليه كما ترى. وأما الكلام الثاني فكيف يكون علالي بزنة فعاليل وإنما هو بزنة فعاعيل، ولم يكن له حاجة بذلك إذ لا تعلق له بما هو من صدده. وعجبت كيف يخفى على مثله ذلك! والعليان: البعير الضخم. وعلاوة الشيء: أعلاه كالرأس ونحوها. ويقال لما فوق الحمل من زيادةٍ علاوة. وعلاوة الريح وسفالها -تضم الفاء فيهما- والمعلى: هو القدح السابع. واستعير للحظ فقيل: له القدح المعلى. واعل: أمر من العلو، وغلب في الاستدعاء. ويقال: أمر من التعالي وهو الارتفاع. قيل: أصله أن يدعى الإنسان إلى مكانٍ مرتفعٍ ثم جعل للدعاء من كل مكان. وقيل: أصله من العلو وهو ارتفاع المنزلة، فكأنه دعاه إلى ما فيه رفعة نحو قولهم: قم غير صاغرٍ. وهو تشريف للمقول له. ثم جعل لكل مدعو وإن لم يقصد تشريفه. والمشهور أن يعتد بما حذف منه وهو اللام، فتفتح لامه أمرًا للواحد المكر والمؤنث والمثنى والمجموع فيهما، فيقال: تعال، تعالوا، تعالي،