للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عمر: هو ظهر من حيث إنه يمسك البطن ويقويه، فصار بمنزلته. وقيل: هو مثل في المشقة والتعب وإن لم يأت به على ظهره. وفي حديث عمر رضي الله عنه: «إن ناديته قالت: واعمراه! أقام الأولاد وشفى العمد» هو ورم يكون بظهر البعير، كنت بذلك عن حسن سياسته.

ع م ر:

قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم} [الحج:٧٢] العمر: الحياة، والمعني أنه تعالى أقسم بحياة نبيه لعزته عليه. والعمر والعمر -فتحًا وضمًا- واحد غير أنه متى اتصل بلام الابتداء مقسمًا به وجب فتح عينه، وإلا جاز الأمران. وقال الهروي: فإذا استعمل في القسم فالفتح لا غير. ولا بد أن يكون مع اللام. ويقال: عمرك بنصب الجلالة وعمرك. على أن المعنى: أسأل الله عمرك؛ فهما مفعولان بذلك المقدر، وحذف زوائد المقدر. وقيل: المعنى عبادتك الله، أي اسأل الله يعمرك بعبادته. فيكون المصدر مضافًا لفاعله، والجلالة منصوبة بالمصدر. وقال عمر بن أبي ربيعة: [من الخفيف]

١٠٩٠ - أيها المنكح الثريا سهيلًا ... عمرك الله كيف يلتقيان؟

وفي الحديث: «أنه بايع رجلًا من الأعراب فخيره بعد البيع فقال له الرجل: عمرك من أنت»، وفي رواية: «عمرك الله -بالتشديد- بيعًا». قال الأزهري: أراد: عمرك الله من بيعٍ. وقال أبو بكرٍ: هو حرف معناه القسم؛ يقول بالذي أسأله أن يعمرك والعمر والعمر -بالضم والفتح-: لحم ما بين الأسنان، والجمع عمور. ومنه الحديث: «أوصاني جبريل عليه السلام بالسواك حتى خشيت على عموري». والعمر أيضًا: الكم، ومنه الحديث: «لا بأس أن يصلي الرجل على عمريه» أي كميه. وفسر الفقهاء بأنهما طرفا الكمين. قوله تعالى: {وما يعمر من معمرٍ} [فاطر:١١] أي يزيد في السن. قوله: {ولا ينقص من عمره} [فاطر:١١] أي من عمر معمرٍ آخر. وهذا يسميه النحويون مما

<<  <  ج: ص:  >  >>