للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعود عليه الضمير لفظًا لا معنى. وينظرونه بقولهم: عندي درهم ونصفه، أي نصف درهمٍ آخر. وينشدون قول الشاعر: [من الطويل]

١٠٩١ - وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ... ونحن خلعنا قيده سارب

وأجاب بعضهم بأن معنى: عندي درهم، أي مقداره. وعلى هذا فالضمير عائد عليه لفظًا ومعنى، وفيه لنا مقال ليس هذا موضع تحريره. قوله: {وعمروها أكثر مما عمروها} [الروم:٩] يريد تعالى ما بنوه من الأبنية العتيدة والأساطين الشديدة وشق الأنهار وغرس الأشجار كما دوخت الأرض ساسان والفرس فإنهم هم الذين عنوا بذلك. والعمارة: ضد الخراب. وأعمرت الرجل واستعمرته: فوضت إليه العمارة.

والعمر: اسم لمدة عمارة البدن بالحياة. وفرق بعضهم بين العمر والبقاء؛ فقال: العمر دون البقاء، فإذا قيل: طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه. وإذا قيل: بقاؤه فليس يقتضي ذلك؛ فإن البقاء ضد الفناء. ولفضل البقاء على العمر وصف تعالى به، وقلما وصف بالعمر. والتعمير: إعطاء العمر بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء. والعمرى في النحل أن يقال: أعمرتك هذه الدار، أي جعلتها لك مدة عمرك أو عمري كالرقبي. والعمارة أيضًا بمعنى الجماعة، وهي أخص من القبيلة، لأنها اسم الجماعة بها عمارة المكان. والعمار -بالفتح-: ما يضعه الرئيس على رأسه ظاهر لرئاسته من عمامةٍ ونحوها.

والمعمر: المسكن ما دام عامرًا بسكانه، ثم سمي به الرجل، ومنه جميل بن معمرٍ. والعومرة: صخب يدل على عمارة المكان بأربابه. قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة:١٩٦]؛ العمرة في الأصل: الزيارة. يقال: اعتمر فلان يعتمر: إذا زار. وهي في الشرع زيارة مخصوصة. وقيل: العمرة: الزيارة التي فيها عمارة الود. قوله: {إنما يعمر مساجد الله} [التوبة:١٨] قيل: يجوز أن يكون من العمارة ضد الخراب، فيكون عبارة عن حفظ بنيانه وجدره أو من العمرة التي هي الزيارة، أو من قولهم: عمرت بمكان كذا: أقمت به. يقال: عمرت مكان كذا وبمكان ذا: أقمت به. وأم عامرٍ: كنية الضبع تفاؤلًا أو تهكمًا. وأنشد: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>