للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كذب في نفي الوجود فإنه خُلق وكان، ولكثرة ما ذكرت العرب الغول نفاها الحديث النبوي في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا غُول" كقوله: "لا همامة ولا عدوى ولا صفر". وتغولت على البلاد، أي تلونت واختلفت. وقال بعضهم: الغول هي السعلاة، والجمع سعالى. ويقولون: إن السعلاة ساحرة الجن. فإن صح ذلك فتكون الغول موجودة لأن مذهب أهل الحق أن الجن موجودون. وفي الحديث: "بأرض غائلة النطاء" أي تغول ببعدها سالكيها، أي تهلكهم. ومنه المثل: "الغضب غول الحلم" أي يُهلك الحليم. والغول يداني البعد، والعبد يداني الإهلاك. فالغول والغول يقعان على معنيين متقاربين؛ أحدهما البعد والآخر الإهلاك، وتحقيقه أن الغول مصدر والغول اسم كالغسل والغسل. وفي حديث عمار: "أنه أوجز الصلاة فقال: كنت أغاول حاجة لي" قال أبو عبيدٍ: المغاولة: المبادرة في السير: وأصله في الغول، وهو البعد. ومنه قولهم في الدعاء: "هون الله عليك غول هذا الطريق" أي بعده. والبعد عندهم يُعبر عن الهلاك؛ قال الشاعر: [من الطويل]

١١٥٧ - يقولون: لا تبعد وهم يدفنونه ... فلا بُعد إلا ما تواري الصفائح

وقد تقد ذلك في مكانه والله أعلم.

غ وي:

قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون} [الشعراء: ٢٢٤] هو جمع غاوٍ، وهو الضال المنهك في ضلاله لا يرده شيء. يُقال غوى يغوي غيًا والأصل غويًا فأدغم، كطيًا مصدر طوى. وقد يُعبر بغوي عن جهل لأنه سببه، وعليه قوله تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى} [النجم:٢]. وقد ذكر المفسرون في قوله تعالى: {وعصى آدم

<<  <  ج: ص:  >  >>