قوله تعالى:{ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم}[سبأ: ٢٦] أي يحكم ويقضي، وعن ابن عباس:"ما كنت أدري ما معنى الفتاح حتى اختصم إليَّ أعرابيان فقال أحدهما: افتح بيننا" وهي الفتاحة: أي الحكومة؛ وعليه قول الشاعر:[من الوافر]
١١٧١ - وإني عن فُتاحتكم غني
الفتاحة بالضم.
قوله:{ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق}[الأعراف: ٨٩] أي، أحكم، وإنما قيل للقاضي: فتاح لأنه ينصر المظلوم.
والفتح: النصر، كقوله تعالى:{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}[الأنفال: ١٩] وقوله: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}[البقرة: ٨٩]. وقيل لأنه يفتح ما أُغلق على غيره من الأحكام.
قال تعالى:{إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}[الفتح: ١] أي قضينا قضاءً محكمًا. وعنى به صلح الحديبية. وقيل: فتح مكة، والمعنى: فتحًا ظاهرًا بركته، فإنه من حينئذٍ كثر الإسلام واتسع نطاقه.
والفتح في الأصل إزالة الإغلاق والإشكال، وهو نوعان: أحدهما مدرك بالبصر نحو: فتحك الباب والقفل والمتاع، كقوله تعالى:{فتحت أبوابها}[الزمر: ٧١]