للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ولما فتحوا متاعهم}] يوسف:٦٥ [. والثاني مدرك بالبصيرة كفتح الهم وهو إزالة الغم، وذلك ضربان: أحدهما الأمور في الدنيوية كغم يفرج وفقر يزال بمنح المال. والثاني فتح ما استغلق من العلم نحو: الشافعي فتح باباً مغلقاً] من العلم [، وهذا مقول في قوله تعالى:} إنا فتحنا لك فتحا مبينًا {] الفتح:١ [عنى تعالى ما فتحه عليه الصلاة والسلام من العلوم الإلهية والهدايات الدينية التي هي ذرائع إلى نيل أعلى المقامات المحمودة وإصابة الثواب الجزيل وسبب في غفران الذنوب. ولذلك عقبه بقوله تعالى:} ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر {.

ويعبر بالفتح عن توسعه الرزق كقوله تعالى:} فتحنا عليهم أبواب كل شيء {] الأنعام:٤ [وقوله تعالى:} لفتحنا عليهم بركات {] الأعراف:٩٦ [المعنى: لوسعنا عليهم الرزق ولأقبلنا عليهم بالخيرات من كل وجه.

قوله تعالى:} ويقولون متى هذا الفتح {] السجدة:٢٨ [قيل: معناه إزالة الشبهة والشك الذين كانوا فيه من قيام القيامة ومشاهدة الساعة وأهوالها، وقيل: ما كانوا يستفتحون من العذاب ويطلبونه، لأن الاستفتاح طلب الفتح.

ويعبر بالفتح عن الابتداء بالشيء؛ يقال افتتحت كذا بكذا، ومنه سميت فاتحة الكتاب للابتداء بها فيه. وفاتحة كل شيء مبدؤه الذي يفتح به ما بعده.

وقوله:} إذا جاء نصر الله والفتح {] النصر:١ [يحتمل الظفر مع النصر والحكم، وما يفتح الله به من المعارف، ومثله قوله:} نصر من الله وفتح قريب {] الصف:١٣ [.

وقوله:} وعنده مفاتح الغيب {] الأنعام:٥٩ [قيل: هو جمع مفتح بفتح الميم والمراد بها الخزائن نفسها، والمراد أن أحدًا لا يتوصل إلى علم غيبه كقوله:} عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول {] الجن:٢٦ - ٢٧ [الآية.

وقيل: هو جمع مفتح بكسر الميم وهو ما يفتح به، ومثله المفتاح وجمعه مفاتيح. والمراد أن الأشياء المتوصل بها إلى علم غيبه أستار، خاطبهم بما يعرفون. فإن تعذر عليه فتح

<<  <  ج: ص:  >  >>