للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كانت هذه الأمة خير أمةٍ كما قال رفعهم عن هذه المنزلة ونبه أنه لا يعمهم بالعذاب، وإن كانت الجهلة منهم يقولون:} فأمطر علينا حجارًة من السماء أو إئتنا بعذابٍ أليمٍ {[الأنفال: ٣٢]. وقيل: الآيات إشارة إلى الأدلة. ونبه بذلك على أنه يقتصر معهم على الأدلة ويصانون من العذاب الذي يستعجلونه في قوله:} ويستعجلونك بالعذاب {[الحج: ٤٧] ".

وفي بعض المواضع آية بالإفراد وآيات بالجمع، وذلك بحسب المقامات. وفي اشتقاق الآية قولان: أحدهما أنها من أي المستفهم، فإنها يتبين بها أي من أيٍ والثاني أنها من قولهم: أوى إليه، نقلهما الراغب: قلت: لأن أوي فيه معنى الانضمام. وفي الآية ضم ما.

واختلف في وزنها، فقيل: وزنها فعلة وأصلها أية فتحركت الياء الأولى، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، وهذا إعلال شاذ لأنه متى اجتمع حرفان مستحقان للإعلال أعل ثانيهما، لأن الأطراف محل التغيير نحو حياةٍ ونواةٍ وهوى وعوى ودوى. وشذ عن ذلك التلفظ وهي آية وراية وطاية وغاية.

وقيل: وزنها فعلة بسكون العين، فالياء قلبت ألفًا، وهو إعلال شاذٌ لأن حرف العلة ساكن، ولكن خشية كراهتهم التضعيف، ومثل قولهم طائي في طيءٍ اكتفوا بأحد أجزاء العلة.

وقيل: وزنها فاعلة، والأصل آيية فخفف بحذف العين. وزنها بعد الحذف قالة، وهو ضعيف كقولهم في تصغيرها أيية. ولو كانت فاعلة لقالوا أوية. وفي هذا الحرف كلام أكثر من هذا أثبته في غير هذا الموضوع.

وإياك وإياه وإياي وفروعها اختلف فيها؛ فقال الزجاج: إيا: اسم ظاهر ليس من الضمائر، والجمهور على أنه ضمير، ثم اختلفوا فقيل: هو بجملته ضمير، وما بعده من

<<  <  ج: ص:  >  >>