وقيل لصاحب الأكسية: بتات كلبابٍ، وفي الحديث:"إن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى" أي الذي جهد نفسه ودابته في السفر، ما يقطع به لم يقطع أرضه التي سافرةها ولم يبق دابته. وهذه المادة لم ترد في القرآن، ووجه ذكرها أن ما بعدها مبني عليها، نحو مادة بتر، وتبك، وبتل.
ب ت ر:
قوله تعالى:} إن شانئك هو الأبتر {[الكوثر: ٣]. والأبتر: الذي لا عقب له ولا نسل، وأصله من البتر، وهو القطع. ومنه "نهى عن المبتورة في الضحايا" هي التي انقطع ذنبها. وفي الحديث:"كل أمرٍ ذي بالٍ لم يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر" أي أقطع. وروي أجذم، وذلك أن العاص بن وائلٍ كان يقول: إنما محمد أبتر، فإذا مات انقطع ذكره، أي ليس له ولد يذكر به إذا رئي، فأكذبه الله تعالى ورفع ذكره وجعله هو الأبتر، إذا ذكر لا يذكر إلا بشرٍ. وفي حديث علي، وقد سئل عن صلاة الضحى، فقال:"حين تبهر البتيراء الأرض" أي تنبسط الشمس. فالبتيراء: اسم للشمسٍ، سميت بذلك لأنها تكل الأبصار أي تتعبها إذا حدقت نحوها. فجعل ذلك قطعًا مجازًا. وقال الراغب كلامًا حسنًا. نبه الله تعالى أن الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأما هو فكما وصفه الله تعالى بقوله:} ورفعنا لك ذكرك {[الشرح: ٤] لكونه جعل أبًا للمؤمنين. وفي