يفيء فيئًا وفيوءًا وفيئة أي رجع، ومنه الفيء وهو الظل بعد الزوال خاصةً، والناس يطلقونه على مطلق الظل، وخطأهم يعقوب ذاهبًأ إلى أنه من الرجوع ولا رجوع إلا بعد زوال الشمس من جانب المشرق إلى جانب المغرب.
وقوله تعالى في المولين:{فإن فاؤوا}[البقرة: ٢٢٦] أي رجعوا إلى ما امتنعوا منه من الوطء. والفيء من الكفار ما أخذ منهم من غير إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ. والغنيمة عكسه.
قوله:{ما أفاء الله}[الحشر: ٧] أي ما رد الله. ونقل الراغب عن بعضهم: وإنما سمي الفيء فيئًا تشبيهًا بالفيء الذي هو الظل تنبيهًا أن أشرف أعراض الدنيا يجري مجرى ظل زائلٍ. وقد قيد بعضهم الفيء بالرجوع إلى حالةٍ محمودةٍ؛ فكل فيءٍ رجوع، وليس كل رجوعٍ فيئًا. ويقال: يا زيد فئ، نحو بع، ويا هند فيئي، نحو بيعي، قال الشاعر:[من الطويل]
وقد تقدم أن بعضهم جعل الفئة بمعنى الجماعة من هذه المادة، وذكرنا ذلك عند مادة ف أي فالتفت إليه.
وقوله:{يتفيأ ظلاله}[النحل: ٤٨] أي تنتقل وترجع، وذلك أن الظل يرجع على كل شيءٍ من جوانبه.
ف ي ض:
قوله تعالى:{بما تفيضون فيه}[الأحقاف: ٨] أي تتحدثون وتجولون، وهو استعارة بديعة وذلك أنه مأخوذ من فاض الماء: إذا سال، وأفضته أنا: أسلته فيضًا. وأفاضوا في الحديث: أي خاضوا فيه ودخلوه دخولهم في الماء، فهو كاستعارة الخوض سواء.
وحديث مستفاض على المجاز. وأفاض القداح أي أجالها. وقوله تعالى: {فإذا