للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضتم من عرفاتٍ} [البقرة: ١٩٨] وقوله: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} أي جئتم منها تشبيهًا لها بالفائص من مقره.

والفيض: الماء الكثير، وفي المثل: أعطاه غيضًا من فيضٍ، أي قليلاً من كثير. وقولهم: رجل فياض أي سخي. والفيض: العطاء. ودرع مفاضة، أي أفيضت على لابسها كقولهم: درع مسنونة أي سنت عليه، كقوله تعالى: {من حمأ مسنونٍ} [الحجر: ٢٦] أي مصبوبٍ. في أحد تأويلاته، وقد تقدم ذلك.

ف ي ل:

قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} [الفيل: ١] هو هذا الحيوان المعروف، وجمعه فيلة وفيول، وله فهم عجيب يقرب من فهم الآدمي، وقصته مشهورة، وقد ولد صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من قصة الفيل؛ قيل: اسمه محمود وصاحبه أبرهة الأشرم. قالت عائشة رضي الله عنها: "رأيت سائس الفيل وقائده أعميين يشحذان بمكة" وقد ذكرنا قصةً بطولها في التفسير.

ويقال: رجل فيل الرأي: أي ضعيفه. والمفايلة: لعبة للعرب يخبئون الشيء في التراب ثم يجعلونه غرمًا؛ فمن ظفر به فهو له.

<<  <  ج: ص:  >  >>