للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل القلد الفتل؛ قلدت الحبل فهو قليد ومقلود إن فتلته. والقلادة ما فتلت من خيوط وفضةٍ ونحوهما فتجعل في العنق، ثم شبه بها كل ما يتطوق به كل ما يحيط بشيءٍ. ومنه: قلدته العمل، وقلدته السيف، تارةً يقال بمعنى وشحته إياه، أي جعلته له بمنزلة القلادة والوشاح، وتارةً بمعنى ضربت به عنقه. وقلدته هجاءً: ألزمته إياه.

قوله: {له مقاليد السماوات} [الزمر: ٦] قيل: معناه خزائنها، وقيل: مفاتيحها، والمعنى أن له التصرف فيها، وأنه قادر عليها حافظ لها بمنزلة من بيده مفاتيح الخزائن. قالوا: الواحد قليد، وكان قياسه أقاليد فالأولى أن يراد تفسير المعنى، والواحد الحقيقي مقليد أو مقلاد، فإن لم يسمع فهو مقدر كما قيل في أحاديث وأقاطيع وليال كما بينا في غير هذا وحررنا الخلاف فيه.

وفي الحديث: "قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار" في تأويله وجهان: أحدهما لا تقلدوها أوتار القسي فتختنق. وقيل: المراد بالأوتار الذحول والإحن التي كانوا يتعارفونها أي لا تقاتلوا عليها لذلك، وهذا هو المنصوص.

والقلد: هو يوم نوبة الشرب وما بين القلدين ظمء، ومنه قول ابن عمرو لقيمه: "إذا أقمت قلدك فاسق الأقرب فالأقرب" ومنه قول عمر: "فقلدتنا السماء" أي مطرتنا لوقتٍ، مأخوذ من قلد الحمى وهو يوم ورودها، ومنه: هم يتقالدون بئرهم أي يتناوبونها.

ق ل ع:

قوله تعالى: {ويا سماء أقلعي} [هود: ٤٤] أي أمسكي ماءك، من قولهم: أقلعت عنه الحمى إذا زالت. والإقلاع: الإزالة. وأقلع عن الذنب إذا تاب منه. والقلع: الرجل الذي لا يثبت على السرج كأنه يقلع ويطرح، وفي حديث جريرٍ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رجل قلع فادع لي" ورواه بعضهم بفتح الفاء وكسر العين.

والقلع أيضًا شراع السفينة، ومنه قول مجاهدٍ في قوله تعالى: {وله الجوار

<<  <  ج: ص:  >  >>