للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومقامكم في الأولى والعقبى. وفي الحديث: "أتاكم أهل اليمين اليمن هم أرق قلوبًا وألين أفئدةً" قيل: هما سيان، وكررهما لاختلاف لفظهما كقوله:

١٢٨٣ - وألفى قولها كذبًا ومينا

١٢٨٤ - وهند أتى من دونها الناي والبعد

{صلوات من ربهم ورحمة} [البقرة: ١٥٧]. وقيل: بل القلب أخص من الفؤاد. وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "كان قرشيًا قلبًا" قيل: بمعنى فطنٍ فهيمٍ، وقيل: بمعنى خالصٍ. وقلب كل شيءٍ خياره وخالصه، وهو الظاهر لاقترانه بـ "قرشيًا" أي خالص النسب في هذه القبيلة التي هي أشرف العرب. ولما احتضر معاوية قلب على فراشه فقال: "لتقلبون قلبًا حولاً" قد تقدم تفسيره. وقال عمر رضي الله عنه: "اقلب قلاب"، هذا مثل يقال لمن يتكلم بسقطةٍ فيتداركها بنقلها عن جهتها وصرفها إلى غير معناها. وفي حديث موسى وشعيبٍ عليهما السلام: "لك من غنمي ما جاءت به قالب لون". تفسيره في الحديث: أنها جاءت على غير لون أمهاتها.

ق ل د:

قوله: {ولا الهدي ولا القلائد} [المائدة: ٢] ما تقلد به الهدي فيعرف من غيره فلا يتعرض له بسوءٍ، وأصله أن الحرمي كان إذا ساقه قلد ركابه بلحاء شجرٍ من شجر الحرم فيأمن بذلك. فعبر بالقلائد والمراد المقلد بها، كذا قيل: وأحسن منه أنه إذا نهى عن القلائد أن يتعرض لها، فالنهي عن مقلدها بطريق الأولى والأحرى. ونحوه: {ولا يبدين زينتهن} [النور: ٣١]. لأنهن إذا نهين على إظهار نفس الزينة فنهيهن عن إظهار مواقعها كاليد والرجل والصدر أولى وأحرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>