للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: ١٠٦].

وأقللت كذا: وجدته قليلاً أو خفيفًا، إما في الحكم كقولهم: أقللت ما أعطيتني. وإما بالإضافة إلى قوته، كقوله تعالى: {حتى إذا أقلت سحابًا ثقالاً} [الأعراف: ٥٧] أي احتملته فوجدته قليلاً باعتبار قوتها.

واستقللته: رأيته قليلاً نحو استخففته. وقلة الجبل: سقفه اعتبارًا بقلته إلى ما عداه من أجزائه. وأما تقلقل الشيء: إذا اضطرب، وتقلقل المسمار فمشتق من القلقلة، وهي حكاية صوت الحركة.

ق ل م:

قوله تعالى: {الذي علم بالقلم} [العلق: ٤] قيل: أشار به إلى ما أنعم على الإنسان من نعمة الكتابة، وذلك لما احتوت عليه من الفوائد الغزيرة التي لا تدخل تحت الوصف من كونها تجعل الغابر من سنين مؤلفةٍ كالشاهد والبعيد المسافة كالشرق والغرب كالمتجاور على اختلاف أوضاع الأمم لها واصطلاحاتها. وقيل: أشار إلى علم القدرة. وفي الحديث: "أنه كان يأخذ الوحي عن جبريل وجبريل عن ميكائيل وميكائيل عن إسرافيل وإسرافيل عن اللوح واللوح عن القلم". وهذا إن ثبت فالمراد به سر إلهي.

والقلم: ما يكتب به، وسمي بذلك لأنه قلم أي قص وقطع؛ فعل بمعنى مفعولٍ كالنقص بمعنى منقوص. وأصل القلم القص من الشيء الصلب كقلم الأظفار.

قوله: {إذ يلقون أقلامهم} [آل عمران: ٤٤] قيل: هي أقلام الكتابة كانوا يكتبون بها التوراة فاقترعوا بها. وقيل: هي قداح كانوا ستهمون بها. وسمي القدح قلمًا لأنه يبرى كما يبرى القلم ويقطع كما يقطع، وذلك أنهم لما اختلفوا في كفالة مريم قال بعضهم: ألقوا أقلامنا في هذا النهر فمن رسب قلمه فهو أحق بها ومن طفا قلمه فليس له حق. فرسب قلم زكريا عليه السلام، وذلك لأنه أمر خارق للعادة. ومن طبع القلم أن يطفو.

<<  <  ج: ص:  >  >>