ويجوز في أن بعده الوجهان من الفتح والكسر، وكان ينبغي وجوب الفتح. وأنشدوا:[من الطويل]
١٣٠٢ - إذا قلت إني آيب أهل بلدةٍ
بالوجهين. واختلف النحاة في القول المعمل على الظن هل يكون بمعناه أم في اللفظ فقط؟ فإن ورد ما ظاهره أن القول حكى به مفرد لا يؤدي مؤدي قولٍ قدر له خبر تتم به الجملة كقوله تعالى:{قالوا معذرة}[الأعراف: ١٦٤] رفعًا ونصبًا، وقال امرؤ القيس:[من الطويل]
١٣٠٣ - إذا ذقت فاها قلت: طعم مدامةٍ
معتقةٍ مما تجيء به التجر
فإن كان المفرد يؤدي مؤدى الجملة أو قصد به حكاية ذلك المفرد يعمل فيه القول عمله في المفعول به، كقولك: قلت: خطيئةً وقلت: زيرًا.
أي قلت هذه اللفظة. ومنه:{فتى يذكرهم يقال له إبراهيم}[الأنبياء: ٦٠] على أحسن الوجوه كما بيناه في غير هذا.
الثالث: أنه يستعمل في المتصور في النفس قبل الإبراز في اللفظ، ومنه: في نفس فلانٍ قول لم يبرزه، وعليه قوله تعالى:{ويقولون في أنفسهم لولا يذبنا الله بما نقول}[المجادلة: ٨].
الرابع: الاعتقاد، نقول بقول الشافعي.
لخامس: الدلالة بما يفهم من حال الشيء، كقول الشاعر:[من الرجز].
١٣٠٤ - امتلأ الحوض وقال قطني ... سلا رويدًا، قد ملأت بطني