في قوله:{رب اجعلني مقيم الصلاة}[إبراهيم: ٤٠] أي وفقني لتوفية شرائطها وآدابها كاملة. وقيل: قد يعبر بالإقامة للصلاة عن الإقرار بوجودها كقوله تعالى: {اقتلوا المشركين} إلى قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة}[التوبة: ٥] أي أقروا بوجوبها. وقد يعبر عن الإظهار لشعارها، ومنه قوله تعالى:{الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة}[الحج: ٤١] لأن المراد الأئمة.
قوله:{إنها ساءت مستقرًا ومقامًا}[الفرقان: ٦٦] المقام بالضم من أقام، وهو يصلح للمصدر والزمان ولامكان المفعول به، والمراد به هنا مكان الإقامة بالفتح من قام وهو صالح لما تقدم غير المفعول به. وقد قرئ:{لا مقام لكم}[الأحزاب: ٦٣] بالوجهين، وكذا {إن المتقين في مقامٍ أمينٍ}[الدخان: ٥١].
قوله:{الذي أحلنا دار المقامة}[فاطر: ٣٥] هي بمعنى الإقامة كقوله: {دار الخلد}[فصلت: ٢٨] وقد يعبر بالإقامة عن الدوام والاستقرار كقوله تعالى: {ولهم عذاب مقيم}[المائدة: ٢٧] يعني دائم ولا ينقطع، وإليه أشار بقوله:{إن المتقين في مقامٍ} أي مكان تدوم فيه إقامتهم.
قوله:{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}[التين: ٤] تقويم الشيء: تثقيفه، وأشار تعلى بذلك إلى ما عليه الإنسان دون سائر الحيوان من العقل والفهم وانتصاب القامة وتناول المأكولات والمشروبات بيديه واستيلائه على كل ما في هذا العالم والتصرف فيه.
وتقويم السلعة: جعل قيمتها معادلة لها.
والقوم سموا بذلك لقيامهم بمهمات الأمور، والأصل إطلاقهم على الرجال دون النساء. ولذلك أشار تعالى بقوله:{الرجال قوامون على النساء} وذكر سببه فقال: {بما فضل الله بعضهم على بعضٍ وبما أنفقوا من أموالهم}[النساء: ٣٤] فإن الهم لمعصب برؤوس الرجال، ولذلك قابل بينهما زهير بن أبي سلمى:[من الوافر]